قال الجاحظ في كتابه البيان: من الجمقى كثير عزة، و من حمقه أنه دخل
على عبد العزيز بن مروان فمدحه بمديح استجاده فقال له: سلني حوائجك؟ قال:
تجعلني في مكان ابن رمانة! قال: و
يحك، ذلك رجل كاتب و أنت شاعر! فلما خرج و لم ينل شيئا قال:
عجبت لتركي خطّة الرّشد بعد ما
تبيّن من عبد العزيز قبولها
لئن عاد لي البيت. و بين البيتين
قوله:
و أم صعبات الأمور أروضها
و قد أمكنتني يوم ذاك ذلولها
حلفت بربّ الراقصات إلى منى
يغول البلاد نصّها و ذميلها
لئن عاد لي البيت:
فهل أنت إن راجعتك القول مرّة
بأحسن منها عائد فمنيلها
خطة الرشد، بضم الخاء المعجمة،
خصلة الهداية. و لا أقيلها: من الاقالة، أي لا أتركها. و الأمّ، بفتح الهمزة،
القصد. و أروضها: أذللها. و الذلول:
المنقاد السهل. و الراقصات: الابل،
لأنها ترقص براكبها. و يغول البلاد، بغين معجمة، يقطعها و يجوبها. و النص و
الذميل، بالذال المعجمة، ضربان من سير الابل. و منيلها: معطيها، اسم فاعل من
النوال و هو العطاء.
فائدة: [كثير]
كثير بضم الكاف و فتح المثلثة و
التحتية المشدّدة، ابن عبد الرحمن بن الأسود