نام کتاب : شرح شواهد المغني نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 118
مكة بيسير، و هو من المؤلفة قلوبهم و ممن حسن إسلامه منهم. قال أبو
عبيدة:
و أمه هي الخنساء بنت عمرو بن
الشريد الشاعرة، و له منها أيضا اخوة: سراقة و جزء و عمرو، بنو مرداس، و كلهم
شاعر، و عباس أشهرهم و أشعرهم و أفرسهم و أسودهم.
و كان عباس ممن ذم الخمر في
الجاهلية، و كذلك أبو بكر الصديق، و عثمان بن عفان، و عثمان بن مظعون، و عبد
الرحمن بن عوف، و قيس بن عاصم، و حرّمها قبل هؤلاء عبد المطلب بن هاشم، و عبد
اللّه بن جدعان، و شيبة بن ربيعة، و ورقة بن نوفل، و الوليد بن المغيرة، و عامر بن
الظرب، و يقال إنه أول من حرّمها على نفسه. و يقال بل عفيف بن معدي كرب. و كان
عباس هذا ينزل البادية بناحية البصرة و له ولدة جماعة و له صحبة أيضا و رواية.
42- و أنشد:
إمّا أقمت و أمّا أنت مرتحلا
فاللّه يكلأ ما تأتي و ما تذر
قال المصنف: الرواية بكسر الأولى و
فتح الثانية، قلت: البيت أنشده المبرد شاهدا على قوله: إذا أتيت بأما، و أما فافتح
الهمزة مع الأسماء و اكسرها مع الأفعال، كذا حكاه عنه الأزهري. و أورده بلفظ
فاللّه يحفظ و هو معنى يكلأها كلأه اللّه كلاءة بالكسر حفظه و حرسه. و تأتي: تفعل.
و تذر: تترك. و في البيت إذا تأمّلت أربع
[1] قول أبي عبيدة: و أمه الخنساء بنت عمرو بن الشريد الشاعرة خطأ
محض، و الصواب الذي لا محيد عنه ابن عباس بن مرداس رضي اللّه عنه أمه سوداء زنجية
و افتخر بذلك رباح بن سنيح الزنجي مولى بني ناجية على جرير حين بلغه قوله:
لا تطلبن خؤلة في تغلب
فالزنج أكرم منهم أخوالا
فغضب رباح بن سنيح الزنجي و قال
في قصيدته المشهورة:
فالزنج أن لاقيتهم في صفهم
لاقيت ثم جحاجحا ابطالا
فذكر فيها رجالا أشرافا من شجعان
العرب الأبطال منهم عباس بن مرداس السلمي و ابن عمه خفاف بن ندبة و غيرهم، و ذكر
أن أمهاتهم زنجيات انتهى أملاء من حضرة الاستاذ الشيخ أحمد محمود الشنقيطي.
قلت: ذكر في الخزانة 1/ 105
(السلفية) أن أمه الخنساء الصحابية الشاعرة. و انظر الاصمعيات ص 236.