(أسماء الزّمان و المكان) هما الموضوعان للزّمان و
المكان باعتبار وقوع الفعل فيهما مطلقا، فإذا قلت: «مخرج»- بأحد هذين المعنيين-
فمعناه مكان الخروج المطلق أو زمان الخروج المطلق، و من ثمّ لم يعملوهما في
«مفعول» و لا «ظرف» لخروجهما إذ ذاك من الإطلاق إلى التّقييد و ذلك خلاف وضعهما.
[1] و المراد باسم الزّمان و المكان الاسم المشتقّ لزمان الفعل و
مكانه و كان الأصل أن يؤتى بلفظ الفعل و لفظ الزّمان و المكان فيقال: «هذا الزّمان
أو المكان الذي كان فيه كذا» لكنّهم عدلوا عن ذلك و اشتقّوا من الفعل اسما للزّمان
و المكان إيجازا و اختصارا.
[2] قيد للزّمان و المكان أي الزّمان المطلق و المكان المطلق، مثلا
لفظ «المخرج» دالّ على مطلق زمان الخروج و مكانه من غير أن يقيّد الزّمان الدالّ
عليه بزمان خاصّ كالماضي و المضارع و الحال، أو المكان الخاصّ و إنّما ذلك إلى
القرينة.
[3] أي و من أجل أنّ اسم الزّمان و المكان إنّما يدلّان على
الزّمان المطلق و المكان المطلق «لم يعملوهما» في مفعول و لا ظرف إذ المعمول مقيّد
للعامل، و معنى عمل اسمي الزمان و المكان في المفعول أو الظرف- مثلا- هو وقوعه
عليه او فيه فيكون بذلك مقيّدا و ذلك مناف لوضعهما.
[4] كذا علّل الشّارح تبعا للمصنّف في الشّرح المنسوب إليه. و قال
غيره:
لا يعمل شيء منهما- أي اسم
الزّمان و المكان- لأنّها أسماء للأجسام و الذوات فلم تعمل بخلاف المصدر فإنّه اسم
لمعنى كالفعل و بخلاف اسمي الفاعل و المفعول فإنّهما صفة و المعنى في الصّفة هو
المقصود فجريا مجرى الفعل في ذلك و ليس اسم الزّمان-