(و) أمّا المصدر على وزن «التّفعال» و «الفعّيلى» (نحو: «التّرداد»
و «التّجوال» و «الحثّيثى» و «الرّمّيّا») فإنّما هو (للتّكثير) و المبالغة في
مصدره الأصليّ و هو: «الردّ» و «الجولان» و «الحثّ» و «الرّمي» و هو كثير الاستعمال-
سماعيّا- يكاد يكون قياسيّا، و أمّا «التّفعال»- بالكسر- فشاذّ نحو: «التّبيان» و
«التّلقاء» و لم يجئ غيرهما.
[1] يعني أنّك إذا قصدت المبالغة في المصدر الثلاثي بنيته على
«التّفعال» و هذا قول سيبويه نحو: «التّهذار» في «الهذر الكثير» و «التّلعاب» و
«التّرداد» و هو مع كثرته ليس بقياس مطّرد. و قال الكوفيّون: إنّ «التّفعال» أصله
«التّفعيل» الذي يفيد التكثير، قلبت ياؤه ألفا فأصل «التّكرار»: «التّكرير» و
يرجّح قول سيبويه بأنّهم قالوا: «التّلعاب» و لم يجئ «التّلعيب» و لهم أن يقولوا:
إنّ ذلك ممّا رفض أصله.
و أمّا «التّبيان» فليس بناء
مبالغة و إلّا انفتح تاؤه بل هو اسم أقيم مقام مصدر «بيّن» كما أقيم «عطاء» موضع
«إعطاء» في قولهم: «أعطى، عطاء».
[2] قال الرّضيّ: و أمّا «الفعّيلى» فليس أيضا قياسيّا. [شرح
الشافية 1: 168]
[3] و لم يجئ «تفعال»- بكسر التّاء إلّا ستّة عشر اسما: اثنان
بمعنى المصدر و هما: «التّبيان» و «التّلقاء» و يقولون: «مرّ «تهواء» من الليل» أي
قطعة و «تبراك» و «تعشار» و «ترباع» مواضع، و «تمساح» معروف و «تلفاق» ثوبان
يلفقان و «تلقام» سريع اللقم، و «تمثال» و «تجفاف» معروفان «و تمراد» بيت الحمام و
ناقة «تضراب» و «تلعاب» كثير اللعب و «تقصار» القلادة و «تنبال» القصير.
و قد جمعها الشاعر في قوله من
الهزج و قد زاد ركنا على أركانه في أصل الدائرة إذ أصله في الدائرة مشتمل على ستّة
أركان لكلّ مصراع ثلاثة أركان: