الأول: أن عامل الحال على ثلاثة أنواع: نوع يجب ذكره و لا يجوز
حذفه، و نوع يجب حذفه و لا يجوز ذكره، و نوع يجوز لك ذكره و يجوز لك حذفه.
فأما النوع الذى يجب ذكره و لا يجوز حذفه فهو العامل المعنوى
كالظرف و اسم الإشارة؛ فلا يحذف شىء من هذه العوامل، سواء أعلمت أم لم تعلم؛ لأن
العامل المعنوى ضعيف؛ فلا يقوى على أن يعمل و هو محذوف.
و أما النوع الذى يجب حذفه فقد بين الشارح ثلاثة مواضع من مواضعه-
و هى الحال المؤكدة لمضمون جملة، و الحال النائبة مناب الخبر، و الحال الدالة على
زيادة أو نقص بتدريج- و بقى موضعان آخران، أولهما: أن ينوب عنه الحال كقولك لمن
شرب: هنيئا، و من ذلك قول كثير:
هنيئا مريئا غير داء مخامر
لعزّة من أعراضنا ما استحلّت
و ثانيهما: أن تدل الحال على توبيخ، كقولك: أ قاعدا و قد جد
الناس؟.
و أما النوع الذى يجوز ذكره و حذفه فهو ما عدا هذين النوعين.
الأمر الثانى: أن الأصل فى الحال نفسه- بسبب كونه فضلة- أنه يجوز
حذفه، و قد يجب ذكره، و ذلك فى خمسة مواضع؛ أولها: أن يكون الحال مقصورا عليه، نحو
قولك: ما سافرت إلا راكبا، و ما ضربت عليا إلا مذنبا، و ثانيها: أن يكون الحال
نائبا عن عامله كقولك: هنيئا مريئا
تريد كل ذلك هنيئا مريئا، و ثالثها: أن تتوقف عليه صحة الكلام
كقوله سبحانه و تعالى: (وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما
لاعِبِينَ)أو
يتوقف عليه مراد المتكلم، نحو قوله تعالى: (وَ إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى)و رابعها:
أن يكون الحال جوابا، كقولك: بلى مسرعا، جوابا لمن قال لك: لم تسر،
و خامسها:
أن يكون الحال نائبا عن الخبر، نحو قولك: ضربى زيدا مسيئا.
نام کتاب : شرح ابن عقيل علي الفيه ابن مالك نویسنده : ابن عقيل جلد : 1 صفحه : 661