و أما (حاشا و خلا) فنفسرهما في باب الاستثناء إن شاء اللّه.
باب حروف القسم
إن سأل سائل فقال: لم زعمتم أن أصل حروف القسم الباء[2]؟
قيل له: في ذلك جوابان:
أحدهما: أن المقسم به معلق بفعل محذوف و ذلك أن قولك: باللّه لأفعلن،
معناه أحلف باللّه، و هذا الفعل إذا ظهر لا يجوز أن يستعمل معه إلا الباء، فدلّ
ذلك على أن الأصل الباء.
فإن قال قائل: لم لا يجوز أحلف و اللّه؟. قيل له لأنه يلتبس أنك قد
حلفت يمينين و ذلك أن القائل قد يكتفي بقوله: أحلف، و تجري مجرى القسم فيقول:
أحلف لأفعلن، فلو قال: أحلف و اللّه، لجاز أن يتوهم أنه يمينان،
فلذلك لم يستعمل.
[1]فصّل المتأخرون الحديث عن معاني الأدوات، كما
فعل الزجّاجي في حروف المعاني؛ و اللامات، و الهروي في الأزهية، و المالقي في رصف
المباني، و ابن هشام في المغني.
[2]جاء في المغني في معاني حرف الباء أنها تأتي
للقسم قال:" الثاني عشر: القسم، و هو أصل حروفه؛ و لذلك خصت بجواز ذكر الفعل
معها نحو: أقسم باللّه لتفعلنّ" ..." 1/ 112 (دار الفكر)