يكون الشيء مرفوعا منصوبا في حال و هذا محال، فلما وجدنا هذا الفعل
ينصب و يجزم و الحروف في أوله موجودة علمنا أنها ليست علّة في رفعه.
و أما الفراء فقوله أقرب إلى الصواب و فساده مع ذلك هو[1]أنه جعل
النصب و الجزم قبل الرفع لأنه يرتفع بسلامته من النواصب و الجوازم، و أول أحوال
الإعراب الرفع، و قوله: فوجب أن يكون الرفع بعد النصب و الجزم، فلهذا فسد فاعلمه.
باب حروف النصب
و اعلم أن حروف النصب على ما ذكرنا تنقسم قسمين: قسم بنفسه[2]، و قسم يعمل بإضمار (أن).
و إنما وجب النصب ب (أن) و أخواتها لأن (أن) الخفيفة مشابهة ل (أنّ)
الثقيلة في الصورة و المعنى فمن حيث وجب أن تنصب تلك الاسم نصبت هذه الفعل، و ما
ذكرناه من أخواتها محمول عليها، و وجه هذا الحمل أن هذه الحروف أعني:
لن، و كي، و إذن، تقع للمستقبل كوقوع (أن) له فلما كانت مشابهة ل
(أن) في إيجابها لكون الفعل للمستقبل نصبت لا غير كنصب (أن) و قد ذكرنا في الفصل
المتقدم[3]علّة
أخرى في نصب (أن) فأغنى عن إعادته[4].