يفعل نحو: كرم يكرم فهو كريم، و ظرف يظرف فهو ظريف، فلما جاء خضيب و
دهين على لفظ اسم الفاعل و المراد به مفعول علمنا أنه معدول عن الفعل غير جار عليه
فلم يجب تأنيثه، و أما قولهم: رجل صرورة[1]للذي لم يحج، و رجل علّامة و
نسّابة، فإنما[2]ألحقوا
بهذا الهاءات للمبالغة، و جعلوا زيادة اللفظ دليلا على ما يقصدونه من المدح أو
الذم، فأما ما تعلق بالمدح فقد ذكرناه، و أما الذم فقولهم: رجل فقّاقة و بقّاقة[3]للذي يكثر
الكلام في غير موضعه، و رجل صخّابة[4]للأحمق فصارت زيادة الهاء دليلا على
ما ذكرناه من الزيادة و الزيادة في المدح و الزيادة في العقل و الفضل.
تمّ الكتاب بحمد اللّه و حسن عونه، و الصلاة على سيدنا و مولانا محمد
خير النبيين و سيد المرسلين، و كان الفراغ منه يوم الثلاثاء[5]من شهر رمضان المبارك، جعلنا اللّه
في بركته، سنة ثمان و تسع مئة، كتبه العبد الفقير الراجي رحمة مولاه الغني بفضله
عما سواه بلقاسم بن أحمد بن سليمان، كتبه لنفسه، غفر اللّه له و لوالديه و لجميع
المسلمين، و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم، و نسأل اللّه أن يجعلنا من
أهل العلم و العاملين به بحق و جميع المسلمين آمين.
[1]جاء في القاموس: (... و رجل صرورة، و صرارة،
و صارورة، و صارور، و صروري، و صاروراء: لم يحج، ج:
صرارة، و صرار، أو لم يتزوج، للواحد و الجمع). القاموس (صرر).