قيل له: إنما وجب بناؤها على الخبر
لأنها نقيضة (ربّ) و (ربّ) معرب فوجب أن تجري نقيضتها مجراها إذ كان قد دخلها معنى
الحرف، و وجب بناؤها في الاستفهام لتضمنها معنى حرف الاستفهام، فقد استحق البناء
لما ذكرناه في الوجهين.
و إنما وجب أن تبنى على السكون
ليكون بينه و بين حاله حال تمكن فصل، و إنما وجب/ أن يخفض بها في الخبر و ينصب بها
في الاستفهام لوجهين:
أحدهما: أنها في الخبر نقيضة
(ربّ)، فكما وجب الخفض (بربّ) وجب الخفض بنقيضتها.
و الوجه الثاني: أن (كم) في الخبر
للكثرة و في الاستفهام يقع الجواب عنها بالقليل و الكثير من الأعداد؛ لأن المستفهم
لا يدري قدر ما يستفهم عنه ألا ترى أنك إذا قلت: كم رجلا أتاك؟ جاز أن يقول:
ثلاثة، أو مئة، لاحتمال الأمرين جميعا، فلما كانت (كم) تقع في الاستفهام للتكثير و
التقليل صار متوسط الحكم بين القليل و الكثير فجعل لها حكم الأعداد المتوسطة بين
الكثيرة و القليلة و ما بين المئة إلى العشرة فما دونها، فالعشرة فما دون للقلة، و
المئة فما فوقها للكثرة، و بينهما هو المتوسط فلذلك جاز أن ينصب بها في الاستفهام،
و جعلت في الخبر خافضة حملا على لفظ العدد الكثير أعني المئة فما فوقها، و إنما خصت
بأن جعلت صدر الكلام لدخول معنى الاستفهام فيها [و جعلت في الخبر كذلك لأنها