أحدهما: أنها زائدة لا فائدة فيها
للمخاطب، فلو كانت معرفة لم يستفدها المخاطب، و مع ذلك فلو جعلت معرفة لجرت مجرى
النعت لما قبلها من المعرفة، و النكرة أعم من المعرفة.
و الوجه الثاني: و هو أجود
الوجهين، أن الحال هي مضارعة للتمييز لأنك تبين بها كما يتبين بالتمييز نوع المميز،
فلما اشتركا فيما ذكرناه و كان التمييز نكرة، وجب أن تكون الحال نكرة، و إنما قبح
الحال من النكرة إذا قلت: جاءني رجل ضاحكا، (فأجريت ضاحكا نعتا للرجل، ثم لو قلت:
جاءني رجل ضاحكا فنصبت ضاحكا) على الحال كان معنى الحال و معنى الصفة واحدا لأنك
إذا قلت: جاءني رجل ضاحك، فليس يجب أن يكون في حال الخبر ضاحكا، و كذلك إذا نصبته
على الحال، فلما استوى معناهما كان النعت أولى من الحال؛ لاتفاق اللفظ، و ليس كذلك
حكم نعت المعرفة؛ لأنك إذا قلت: جاءني زيد الظريف، وجب ألا يكون الظريف حالا له
وقت الخبر؛ لأنك ذكرته لتبين به زيدا، و زيد معرفة قد كان مستغنيا بنفسه فلما خفت
اختلاطه بغيره من الزيدين بيّنته بالنعت، و أما النكرة فليس عينا بائنا فالصفة
إنما تفيد فيها تخصيصا، و ليس يجب بقاء ذلك التخصيص في حال الخبر، فلهذا حسن الحال
من المعرفة و قبح من النكرة، و وجب جوازه فيها على التشبيه بالمعرفة، و إنما وجب
أن تقدم الحال