responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 894

1001- كي تجنحون إلى سلم و ما ثئرت‌

قتلاكم و لظى الهيجاء تضطرم‌ [1]

و هى اسم لدخول الجارّ عليها بلا تأويل في قولهم: على كيف تبيع الأحمرين؟ أي اللحم و الخمر، و لإبدال اسم الصريح منها كيف أنت؟ أ صحيح أم سقيم؟ و الإخبار بها مع مباشرة الفعل، نحو: كيف كنت؟ فبالإخبار بها انتفت الحرفيّة، و بمباشرة الفعل انتفت الفعليّة. و ترد على وجهين:

أحدهما: أن تكون شرطيّة، فيقتضي فعلين متّفقي اللفظ و المعنى، نحو: كيف تصنع أصنع، و لا يجوز: كيف تجلس أذهب باتّفاق، و تجزم فعلين عند النّحاة الكوفيّين و قطرب من البصريّين مطلقا، و قيل: بشرط اقترانها بما، نحو: كيفما تكن أكن. قالوا: و من ورودها شرطيّة قوله تعالى: يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ [المائدة/ 64]، يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ [آل عمران/ 6] فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ [الروم/ 48]، و جوابها في ذلك كلّه محذوف لدلالة ما قبلها. قال ابن هشام: و هذا يشكل على اطلاقهم أنّ جوابها يجب مماثلثه لشرطها، انتهى.

قيل: و لقائل أن يقول: لا إشكال، لأنّا لا نقدّر الجواب فعلا مثل الّذى قبلها، و إنّما نقدّره فعلا مضارعا من المشيئة متعلّقا بالحدث الّذى قبلها، و التقدير كيف يشاء الأمور يشاء الاتّفاق، أى لا فرق بين الشيئين إلا بالتعلّق، فصدق أنّ شرطها مماثل لجوابها، و أنّ جوابها محذوف لدلالة ما قبلها، لأنّ ما قبلها فعل اختياريّ، و الأفعال الاختياريّة لها دلالة على المشيئة و استلزام لها، و كثيرا ما تطلق و تراد هي منها كقوله تعالى: إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ [المائدة/ 6]، أى أردتم القيام لها.

و الثاني: أن تكون استفهاميّة، و هو الغالب فيها، و يستفهم بها عن حال الشي‌ء لا عن ذاته. قال الراغب‌ [2]: و إنّما يسأل بها عمّا يصحّ أن يقال فيه: شبيه و غير شبيه، و لهذا لا يصحّ أن يقال في اللّه تعالى: كيف، قال: و كلّما أخبر اللّه بلفظ كيف عن نفسه، فهو استخبار على طريقة التنبيه للمخاطب أو التوبيخ له، نحو: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ‌ [البقرة/ 28]، كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً [آل عمران/ 86]، انتهى.

قال في المغني: الاستفهام بها إمّا حقيقىّ، نحو: كيف زيد؟ أو غيره، نحو: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ‌ الآية، فإنّه أخرج مخرج التعجّب.


[1] - لم يسمّ قائله: اللغة: تجنحون: تميلون، السلم: الصلح، ثئرت: مجهول من ثار دمه، أى طلب دمه و قاتل قاتله، القتلى: جمع قتيل، اللظى: النار، الهيجاء: الحرب، تضطرم: تشتعل.

[2] - الراغب الإصفهاني (الحسين بن محمّد) (ت 502 ه) إمام من حكماء العلماء، اشتهر بالتفسير و اللغة، من آثاره «المفردات في غريب القرآن». المنجد فى الأعلام ص 260.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 894
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست