responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 892

هذا مذهب الجمهور، و ذهب أبو علي و الشلوبين و ابن هشام الخضراويّ إلى التزام الإفراد، لأنّ العرب التزمته في كلّ تمييز منصوب عن عدد أو كناية ككم الاستفهاميّة و كأيّن و كذا، و ردّ بأنّ ذلك فيما يجب نصبه، لا فيما يجوز نصبه و جرّه.

و هل يجوز جرّه مع الفصل بظرف أو مجرور؟ مذاهب، أصحّها لا، لما فيه من الفصل بين المتضايفين، و ذلك ممنوع إلا في ضرورة كقوله [من الرمل‌]:

998- كم بجود مقرف نال العلى‌

و كريم بخله قد وضعه‌ [1]

الثاني: نعم، و عليه يونس، بناء على رأيه من جواز الفصل بين المتضايفين في السعة بذلك، و الكوفيّون بناء على رأيهم أنّ الجرّ بمن مقدّرة، و إنّما جوّزوا عمل الجارّ المقدّر هاهنا، و إن كان في غير هذا الموضع نادرا، لكثرة دخول من على مميّز الخبريّة، نحو: كَمْ مِنْ مَلَكٍ‌ [النجم/ 26]، وَ كَمْ مِنْ قَرْيَةٍ [الأعراف/ 4]، و الشي‌ء إذا عرف في موضع جاز تركه لقوّة الدلالة عليه‌ [2]

و الثالث: الجواز، إن كان الظرف أو المجرور [3]ناقصا، و هو ما لا يفهم بمجرّد ذكره و ذكر معموله ما يتعلّق به، نحو: كم بك مأخوذ أتاني! و كم اليوم جائع جاءني! و المنع إن كان تامّا. و عزا الأندلسيّ هذا القول إلى يونس، و ردّ بأنّ العرب لم تفرق بين الظرف التامّ و الناقص في الفصل، بل تجريهما مجرى واحدا، و من الفصل بالمجرور التّامّ قوله [من الكامل‌]:

999- كم في بني سعد بن بكر سيّد

ضخم الدّسيعة ماجد نفّاع‌ [4]

فإن كان الفصل بجملة لم يجز الجرّ في كلام و لا شعر عند البصريّين، لأنّ الفصل بالجملة بين المتضايفين لا يجوز ألبتّة، و جوّزه الكوفيّون بناء على أنّ الجرّ بمن لا بالاضافة، و جوّزه المبرّد في الشعر فقط، و روي قوله [من البسيط]:

1000- كم نالنى منهم فضل على عدم‌

... [5]


[1] - البيت لأنس بن زنيم. اللغة: المفرف: النّذل اللئيم الأب.

[2] - يذهب البصريّون إلى أنّ كم الخبريّة هي العاملة فيما بعدها الجرّ، أي تضاف إلى مميّزها، و الكوفيّون إلى أنّ جرّ المميّز بمن المقدّرة، يقول أبو البركات الأنباري: و الّذي يدلّ على فساد ما ذهب الكوفيّون إليه أنّ حرف الجرّ لا يجوز أن يعمل مع الحذف، إلا ربّ بعد الواو و الفاء و بل. الإنصاف في مسائل الخلاف، 1/ 307. و يقول الزمخشريّ: و الخبريّة مضافة إلى مميّزها، عاملة فيه عمل كلّ مضاف في المضاف إليه، فإذا وقعت بعدها «من»، و ذلك كثير في استعمالهم، منه قوله تعالى، وَ كَمْ مِنْ قَرْيَةٍ وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ، كانت منوّنة في التقدير، كقولك: كثير من القري و من الملائكة، و هي عند بعضهم منوّنة أبدا، و المجرور بعدها بإضمار «من». المفصّل في صنعة الإعراب ص 221.

[3] - إن كان الظرف أو المجرور سقط فى «ط».

[4] - هو للفرزدق اللغة: الدسيعة: العطية أو الجفنة، النفّاع: صيغة مبالغة من النفع.

[5] - تقدم برقم 995.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 892
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست