نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 876
منه قوله تعالى:ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ
مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماًالمومنون/
14]، فالفاءات في ذلك بمعنى ثمّ لتراخي معطوفها، و تارة بمعنى الواو كقوله [من
الطويل]:
و زعم الأصمعىّ أنّ الصواب روايته بالواو، لأنّه لا يجوز جلست بين زيد
فعمرو، و أجيب بأنّ التقدير بين مواضع الدخول فمواضع حومل، كما يجوز جلست بين
العلماء فالزهّاد، و قال بعض البغداديّين: الأصل ما بين، فحذف ما دون بين، كما عكس
ذلك من قال [من البسيط]:
أصله ما بين قرن، فحذف بينا و أقام قرنا مقامها، قال: و الفاء نائبة
عن إلى، و صحّت إضافة ما بين إلى الدخول لاشتماله على مواضع، أو لأنّ التقدير بين
مواضع الدخول. قال ابن هشام: و كون الفاء للغاية بمترلة إلى غريب، و قد يستأنس له
عندي بمجيء عكسه في نحو قوله [من الطويل]:
«قد تفيد»أي الفاء العاطفة «ترتيبلاحقها»و هو المعطوف «علىسابقها»و هو المعطوف عليه أي تسبّبه عنه، فتسمّي فاء السببيّة، و يغلب ذلك في
العاطفة جملة أو صفة، فالأوّل نحو قوله تعالى:أَ لَمْ تَرَ أَنَّ
اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً [الحج/ 63]، فإنّ إصباح الأرض مخضرّة
مترتّب على إنزال الماء من السماء، و الثانى نحو قوله تعالى:لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ
مِنْ زَقُّومٍ* فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ [الواقعة/ 53 و 52]، فإنّ ملأ البطون مترتّب على الأكل، و قيل: الفاء
في الآية الأولى بمعنى ثمّ