تنبيه:قد يكون الموضوع صالحا لأقسام حتّى كقولك: أكلت السمكة حتّى رأسها،
فلك أن تنصب رأسها على أنّ حتّى عاطفة، و أن ترفعه على أنّ حتّى ابتدائيّة، و أن
تجرّها على أنّها جارّة: و قد روى بالأوجه الثلاثه قوله [من البسيط]:
إلا أنّ بينها فرقا من وجهين: أحدهما أنّ الرفع في البيت شاذّ، لكون
الخبر غير مذكور، ففي الرفع تهيئة العامل للعمل و قطعه عنه، هذا قول البصريّين، و
أوجبوا إذا قلت: حتّى رأسها بالرفع أن تقول مأكول. و الثاني أنّ النصب في البيت
الثاني من وجهين: أحدهما: العطف، و الثاني: إضمار العامل على شريطة التفسير، و في
البيت الأوّل من وجه واحد، قاله فى المغني.
الفاء
ص: الفاء: ترد رابطة للجواب الممتنع جعله شرطا، و حصر في ستّة
مواضع، و لربط شبه الجواب، نحو: الّذي يأتيني فله درهم، و عاطفة فتفيد التعقيب و
الترتيب بنوعيه، فالحقيقيّ، نحو: قام زيد فعمرو. و الذكريّ: نحو:وَ نادى نُوحٌ رَبَّهُ
فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِيو قد تفيد ترتّب لاحقها
على سابقها، فتسمّى: فاء السّببيّة، نحو:أَ لَمْ تَرَ أَنَّ
اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً،و قد تختصّ حينئذ باسم
النتيجة و التّفريع، و قد تنبئ عن محذوف، فتسمّى فصيحة عند بعض، نحو:اضْرِبْ بِعَصاكَ
الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً.
ش: الخامسة عشرة الفاء، و هى حرف مهمل خلافا للكسائيّ في قوله: إنّها
ناصبة في نحو: ما تأتينا فتحدّثنا، و المبرّد فى قوله: إنّها خافضة فى نحو [من
الطويل]: