نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 866
و رعيا لخالد. قرأ ابن مسعود: حاش الله بالاضافة، فهذا مثل:سُبْحانَ اللَّهِ [يوسف/ 108] و:مَعاذَ اللَّهِ [يوسف/ 23]. قال ابن هشام: و ليستا
جارّا و مجرورا، كما توهّم ابن عطية، لأنّها إنّما تجرّ في الاستثناء، و لتنوينها
في القراءة الأخرى، و لدخولها على اللام في قراءة السبعة، و الجارّ لا يدخل على
الجارّ، انتهى.
و إنّما ترك التنوين في قراءة الجماعة لبنائها من حيث اشبهت حاشا
الحرفية لفظا و معنى، لأنّ معنى الحرفيّة الاستثناء و معنى التتريهية الإبعاد عن
السوء، و هما متقاربان، و إنّما نوّنت في تلك القراءة لإلغاء الشبه المذكور، فهي
معربة كما أنّ بني تميم أعربوا حذام كذلك، و زعم النبيليّ[1]، أنّ حرفيّة حاشا لا تتوقّف على
الاستثناء، و ردّ على ابن الحاجب تقييد حرفيّتها في باب حرف الجرّ بقوله: و خلا و
عدا و حاشا للاستثناء، و زعم أنّه يقال: حاشا زيد أن يقوم على الابتداء و الخبر و
التقديم و التأخير كما تقول:
على زيد أن تقوم، و هو خلاف المشهور.
و الثانى:قول المبرّد و ابن جنىّ و الكوفيّين، لكنّهم قالوا: المعنى في الآية
جانب يوسف (ع) المعصية لأجل اللّه تعالى، و لم يقولوا: إنّها بمعنى برئت كما قال
المصنّف و المعنيان مختلفان، فتدبّر.
و استدلّوا على فعليّتها بإدخالهم إيّاها على الحرف و تصرّفهم فيها
بالحذف، قال ابن هشام و غيره: هذان الدليلان ينافيان الحرفيّة، و لا يثبتان
الفعليّة أى لأنّ الاسم يشارك الفعل في كلّ منهما.
قال الرضىّ: استدلّ المبرّد على فعليّته بتصريفه، نحو: حاشيت زيدا
أحاشيه، و ما أحاشي من الأقوام من أحد، و ليس بقاطع، لأنّه يجوز أن يكون مشتقّا من
لفظ حاشا حرفا أو اسما كقولهم: لو ليت، أى قلت: لولا، و لا ليت، أى قلت: لا لا، و
سبّحت، أى قلت: سبحان اللّه، و لبيّت، أى قلت: لبيك، و هذا هو الظاهر، لأنّ المشتقّ
الّذى هذا حاله بمعنى قول تلك اللفظة الّتى اشتقّ منها، فالتسبيح قول سبحان اللّه،
و التسليم قول سلام عليك، و البسملة قول بسم اللّه، و كذا غيره، و معنى حاشيت
زيدا، قلت:
حاشا زيد، و استدلاله على فعليّته بالتصريف فيه، و الحذف نحو: حاش
للّه ليس بقويّ، لأنّ الحرف الكثير الاستعمال قد يخذف منه، نحو: سو أفعل في سوف
أفعل، انتهى.
الثالث:قول لبعض النحويّين، قال ابن هشام: و زعم بعضهم أنّها اسم فعل معناه
أتبرّأ، أو برئت، و حامله على ذلك بناؤها، و يرده إعرابها في بعض اللغات، انتهى.