قاله في الهمع تبعا لابن هشام في المغني، و ما ذكره من أنّها زائدة
قبل بل لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب محلّ نظر.
و قد قال الرضيّ: إذا ضممت لا إلى بل بعد الإيجاب نحو: قام زيد لا بل
عمرو، و اضرب زيدا لا بل عمرا، فمعنى لا يرجع إلى ذلك الإيجاب و الأمر المتقدّم لا
إلى ما بعد بل ففي قولك: لا بل عمرو، نفيت بلا القيام عن زيد، و أثبتّه لعمرو، و
لو لم تجيء بلا لكان قيام في حكم المسكوت عنه، يحتمل أن يثبت و أن لا يثبت، و كذا
في اضرب زيدا لا بل عمرا، أى لا تضرب زيدا، بل اضرب عمرا، و لو لا لا المذكورة
لاحتمل أن يكون أمرا بضرب زيد، و أن لا يكون مع الأمر بضرب عمرو، هذا كلامه، و هو
نصّ في أنّ لا الواقعة قبل بل فيما ذكر ليست بزائدة، بل أتى بها لتأسيس معنى لم
يكن قبل وجودها، فالقول بزيادتها ليس بشيء، و من حاول التقصّي عن ذلك يحمل
الزيادة على معنى أنّها ليست للعطف فقد تمحّل.
حاشا
ص: حاشا ترد للاستثناء حرفا جارّا، أو فعلا جامدا، و فاعلها مستتر
عائدا إلى مصدر، يصاغ ممّا قبلها، أو اسم فاعل، أو بعض مفهوم ضمنا منه، للتتريه،
نحو:
حاشا لله، و هل هي اسم بمعنى براءة، أو فعل بمعنى برئت، أو اسم فعل
بمعنى أبرّأ، خلاف.
ش: الثالثة عشرة «حاشا» ترد «للاستثناءحرفا جارّا»،فيجرّ المستثنى بعدها كما مرّ في
بابه، «أوفعلا»متعدّيا «جامدا» قاصرا
على لفظ الماضى فلا يتصرّف بمضارع و لا أمر لتضمّنه معنى إلا، فينتصب المستثنى
بعده كما مرّ، و «فاعلها» حينئذ ضمير مستتر عائد إلى مصدر
يصاغ ممّا قبلها، سواء كان ما قبلها فعلا، نحو: قام القوم حاشا زيدا، المعنى
[1] - لم يسمّ قائله. اللغة: هجر: ترك، شغفا: مصدر
شغف به و بحبّه بمعنى أحبّه و أولع به، التراخي: زمان يسير.