نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 835
و ذهب المبرّد و الفارسيّ و أبو الفتح إلى أنّها ظرف زمان، و عزي إلى
سيبويه، و تظهر فائدة الخلاف إذا قلت: خرجت فإذا الأسد، فعلى الأوّل لا يصحّ كونها
خبرا، لأنّ الحرف لا يخبر به و لا عنه، و كذا على الثاني، لأنّ الزمان لا يخبر به
عن الجنة إلا أن يقدّر مضاف، أي فإذا حضور الأسد، و يصحّ على الثالث أي فبالحضرة
الأسد.
فإن قلت: فإذا القتال صحّت خبريّتها عند غير الأخفش و الكوفيّين، و تقول:
خرجت فإذا زيد جالس أو جالسا، فالرفع على الخبريّة، و إذا نصب به، و
النصب على الحالية، و الخبر إذا قلنا: إنّها مكان، و إلا فهو محذوف، فإن قلت:
الجالس أو القائم امتنع النصب لامتناع كون الحال معرفة.
مناظرة زنبوريّة
و هذا هو الوجه الّذي أنكره سيبويه على الكسائيّ لمّا سأله في المجلس
الّذي جمعها بين يدي خالد بن يحيي البرمكي[1]في مناظرتهما المشهورة بالزنبوريّة،
و هي قولهم:
كنت أظنّ أنّ العقرب أشدّ لسعة من الزنبور، فإذا هو هي، أو فإذا هو
إيّاها.
و كان من خبر ذلك أنّ سيبويه لمّا قدم على البرمكة، احتفل له يحيى، و
عزم على الجمع بينه و بين الكسائيّ، فجعل لذلك يوما، فحضر سيبويه، و أحضر الفرّاء
خلف و غيرهما من جماعة الكسائيّ، و كاده القوم كيدا، و أوّل من تقدّم إليه خلف
فسأله، فأجاب فيها، فقال له أخطات، ثمّ سأله ثانية و ثالثة، و هو يقول له كلّما
أجاب:
أخطات، و بدون ذلك ينحرف مزاج الشاب الغريب، و يذهب فكر الفطن الأريب،
فلم يزد سيبويه إلى أن قال لخلف: هذا سوء أدب، فأقبل إليه الفرّاء مضمرا ما أظهره
صاحبه، مظهرا أنّه سينصف فيما يقول، و يستعمل الأدب فيما يبديه، و يعيده، فقال:
إنّ في هذا الرجل حدّة و عجلة، و لكن ما تقول في كذا، و سأله مسألة
أخرى، فأجابه، فقال: أعد النظر، و هي كلمة تدانى كلمة صاحبه، فأدرك سيبويه أنّ
مقصودهما إقحامه، و أن يرفعا درجة شيخهما الكسائيّ عن مناظرته، فإن كانت الغلبة
لهما، قيل:
غلبه غلاملاه، و إلا فإن يغلبا فخير عندهما من أن يغلب شيخهما، فقال
سيبويه: لست أكلّمكما، أو يحضر صاحبكما، يعني الكسائيّ.
فحضر الكسائيّ، فقال: تسألني أو أسألك، فقال له سيبويه: سل أنت، فسأله
عن هذا المثال الزنبوري، فقال سيبويه: فإذا هو هي، و لا يجوز النصب، و سأله عن
أمثال
[1] - هو من البرامكة و هم أسرة فارسية من بلخ
تولّي أبناؤها الوزارة في عهد العباسيين. عظم شأنهم و قرّبوا الشعراء و اشتهروا
بالكرم. المنجد في الأعلام ص 118.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 835