نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 824
قال ابن الحاجب في شرح المفصّل: فلا يجوز في سعة الكلام إن زيد قائم،
لأنّه ضمير منصوب[1]، فلا يجوز أن يستتر، و ليس الموضع
موضع حذف فيحذف. و قد جاء في الشعر محذوفا لا مستترا، لأنّ الحرف لا يستتر فيه، و
فرق بين المحذوف و المستتر، انتهى.
و إنّما قال: و ليس الموضع موضع حذف لما مرّ من أنّه لا دليل عليه و
لعدم ملائمته الاختصار، إذ المقصود من الكلام المصدّر به التعظيم و التفخيم، فلو
حذف فات المقصود منه، و خالف الأكثر فأجازوا حذفه في السعة من غير ضعف.
قال الرضيّ (ره): و إنّما جاز حذف الشأن من دون ضعف لبقاء تفسيره، و
هو الجملة، و لأنّه ليس معتمد الكلام، بل المراد به التفخيم فقط، فهو كالزائد، و
قال ابن مالك: يجوز حذف الاسم المفهوم معناه نظما و نثرا، سواء كان ضمير شأن أو
غيره، و وقوع ذلك في الشعر أكثر، و قلّ ما يكون المحذوف إلا ضمير شأن، انتهى.
و قضية عبارة المصنّف أنّ المحذوف لا يكون إلا ضمير شأن، و هو مذهب
لبعضهم، ثمّ حذفه ليس مختصّا بأنّ، بل يجوز في سائر أخواتها كما تقدّم.
«» الثاني أن تكون «حرفجواب كنعم»،فيقع تصديقا للمخبر و إعلاما
للمستخبر و وعدا للطالب، فتقول: أنّ، في جواب من قال: أ قام زيد، و من قال: أ ذهب
عمرو، و من قال: أكرم خالدا، هذا مذهب سيبويه و الجمهور، و هو الصحيح، و أنكر أبو
عبيدة وقوعها في الكلام كذلك، و حكى الأندلسيّ عنه أنّه قال في قولهم: إنّ بمعنى
نعم، إنّهم يريدون به التأويل لا أنّه في اللغة موضوع لذلك، قال ابن مالك: و
الشواهد العربية قاطعة بثبوتها كقوله [من الطويل]:
و كقول ابن الزبير لمن قال له: لعن اللّه ناقة حملتني إليك، إنّ و
راكبها، أي نعم لعن اللّه راكبها. و جعل المبرّد و الأخفش من ذلك قوله تعالى:إِنْ هذانِ لَساحِرانِ [طه/ 63]، في قراءة من قرأ بتشديد
النون و إثبات الألف في هذان، و هم من عدا ابن كثير و أبا عمرو و حفصا، و تبع
المبرّد و الأخفش على ذلك جماعة، و ردّ بأمور:
أحدها:أنّ مجيء إنّ بمعنى نعم شاذّ، حتّى قيل: إنّه لم يثبت.
الثاني:امتناع اللام، أي لام الابتداء في خبر المبتدإ، و قد دخلت هنا لأنّ
قوله: هذان مبتدأ، و ساحران خبره، و إنّما امتنعت لام الابتداء في الخبر، لأنّ لها
الصدر، و وقوعها في الخبر المفرد مناف لذلك لخروجها حينئذ عن الصدر، و أجيب عن هذا
بأنّها لام