نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 804
تنبيهات:الأوّل:في المرفوع بعد المجرور و الظرف في المواضع المذكورة ثلاثه مذاهب:
أحدها: أنّ الأرجح كونه مبتدأ مخبرا عنه بالظرف أو المجرور، و يجوز كونه فاعلا، و
كان وجهه استضعاف عمل الظرف في الظاهر. و الثاني: أنّ الأرجح كونه فاعلا، اختاره
ابن مالك، و وجهه أنّ الأصل عدم التقديم و التأخير. و الثالث: أنّه يجب كونه
فاعلا، نقله ابن هشام الخضراويّ عن الأكثرين، و لعلّ وجهه ما تقرّر من أنّ الإلباس
محذور، و التعليق عندهم بفعل، فهو كقولك: قام زيد، فيتعيّن أن يكون زيد في مثل ذلك
فاعلا لا مبتدأ[1].
الثاني:قال في المغني حيث أعرب فاعلا، فهل عامله الفعل أو الظرف أو المجرور
لنيابتهما عن استقرّ و قربهما من الفعل لاعتمادهما، فيه خلاف، فالمذهب المختار
الثاني لامتناع تقديم الحال في نحو: زيد في الدار جالسا، و لو كان العامل الفعل لم
يمتنع كقوله [من الطويل]:
فأكّد الضمير المستتر في الظرف، و الضمير لا يستتر إلا في عامله، و
لا يصحّ أن يكون توكيدا لضمير محذوف مع الاستقرار، لأنّ التوكيد و الحذف تنافيان،
و لا لاسم إنّ على محلّه من الرفع بالابتداء، لأنّ الطالب للمحلّ قد زال، و اختار
ابن مالك المذهب الأوّل مع اعترافه بأنّ الضمير مستتر في الظرف، و هذا تناقض، فإنّ
الضمير لا يستكن إلا في عامله، انتهى. و قد جرى المصنّف على مذهب المختار كما ترى،
و هو مذهب المحقّقين كما قاله غير واحد.
الثالث:إذا لم يعتمد الظرف و المجرور على ما ذكر نحو: في الدار أو عندك زيد،
فالجمهور يوجبون الابتداء، و الأخفش و الكوفيّون يجيزون الوجهين، لأنّ الاعتماد
عندهم ليس بشرط، و يردّه جواز دخول إنّ و نحوها على مثل هذا التركيب، فينتصب
الاسم، إذ يصحّ أن يقال: إنّ في الدار زيدا، فدلّ ذلك على أنّه مبتدأ في الأصل لا
فاعل، و إلا لم يدخل الناسخ. قال بعضهم: و للأخفش أن يجيب بأنّي لمّا وجدت العامل
الأقوي أعملته، و هو أن، و قال ابن جنيّ: للجمهور أن يقولوا لم نجد عاملين أعمل
أوّلهما ألبتّة، بل يجوز أن تعمل أيّهما شئت.
[1] - فيما يتعلّق بالمرفوع بعد المجرور و الظرف يبدو
أنّ أقرب المذاهب إلى الصواب هو الّذي يقول: كونه مبتدأ مخبرا عنه بالظرف أو
المجرور، لأنّ هذه الجملة اسميّة، و الاسم المرفوع بعد الظرف يرتفع بالابتداء،
لأنّه قد تعرّي من العوامل اللفظيّة، و هو معنى الابتداء، و المجرور و الظرف
متعلّقان بالمحذوف، و لو قلنا: المرفوع فاعل على مذهب الكوفيّين فتقديره مثلا «حلّفي الدار زيد»، و تقديم
الظرف لا يدلّ على تقديم الفعل، لأنّ الظرف معمول الفعل، و الفعل هو الخبر، و
تقديم معمول الخبر لا يدلّ على أنّ الأصل في الخبر التقديم.
[2] - نسب البيت إلى جميل بثينة و إلى كثير عزة. اللغة:
الجثمان: الجسم، الفؤاد: القلب.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 804