نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 795
الجملة التابعة لما لا محلّ له
ص: السابعة التابعة لما لا محلّ له، نحو: جاءني زيد فأكرمته، جائني
الّذي زارني و أكرمته، إذا لم يجعل الواو للحال بتقدير قد.
ش: الجملة «السابعة» من
الجمل الّتي لا محلّ لها من الإعراب الجملة «التابعةلما لا محلّ لها من الإعراب، نحو: جاءني زيد فأكرمته»،فجملة أكرمته لا محلّ لها، لأنّها
معطوفة على جملة جاءني زيد، و هي لا محلّ لها، لأنّها مستأنفة، و مثلها نحو: جاءني
زيد و أكرمته، إذا لم تقدّر الواو الداخلة على أكرمته للحال بتقدير قد، فإن قدّرت
للحال بتقدير قد، كانت الجملة في محل نصب على الحال من زيد.
تنبيه:قال الدمامينيّ في شرح المغني: إطلاق التبعيّة على الجملة الّتي لا
محلّ لها من الإعراب مشكل، فإنّ التابع هو الثاني بإعراب سابقه من جهة واحدة، فلا
بدّ أن يكون لمتبوعه محلّ من الإعراب، فإن قلت: لعلّه أراد التبعيّة اللغويّة،
قلت: هذا مع كونه خروجا عن التّكلّم باصطلاح أهل الفن، لا يجدي شيئا في مثل قولهم
في قوله تعالى:وَ اتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُمْ
بِأَنْعامٍ وَ بَنِينَ وَ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ [الشعراء/ 133 و 132]، إنّ الجملة الثانية لا محلّ لها لكونها بدلا من
الصلة، و كذا في قولهم: جاء زيد و ذهب عمرو، إنّ الثانية لا محلّ لها لكونها
معطوفة على المستأنفه، انتهى.
و الأولى أن يقال في الجواب: إنّ إطلاق التابعة هنا مجاز لعلاقة
المشابهة، قال الشمنيّ: و ينبغي أن يعلم أنّ العطف بالواو في الجمل الّتي لا محلّ
لها لإفادة ثبوت مضمون الجملتين، لأنّ مثل قولنا: ضرب زيد أكرم عمرو، بدون العطف
يحتمل الإضراب و الرجوع عن الأوّل، بخلاف ما إذا عطفت، نصّ على ذلك عبد القاهر.
تتمة: يقول المعربون على سبيل التقريب: الجمل بعد النكرات صفات و بعد
المعارف أحوال، و شرح المسألة مستوفاة أن يقال: إنّ الجملة الخبريّة الّتي لم
يطلبها العامل لزوما، و يصحّ الاستغناء عنها إن وقعت بعد النكرة المحضة، فهي صفة،
نحو قوله تعالى:حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ [الإسراء/ 93]، فجملة نقرأه صفة
الكتاب لا غير، أو بعد المعرفة المحضة، فهي حال عنها نحو قوله:وَ لا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ [المدثر/
6]، فجملة تستكثر حال من الضمير المستتر في تمنن المقدّر بأنت لا غير، أو بعد غير
المحضة منها، فهي محتملة لهما، فمثالها بعد النكرة قوله تعالى:هذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ
أَنْزَلْناهُ [الأنبياء/
50]، فلك أن تقدّر جملة أنزلناه صفة للنكرة، و هو الظاهر، و لك أن تقدّرها حالا
منها، لأنّها قد تخصّصت بالوصف، و ذلك يقربها من المعرفة.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 795