نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 79
و لهذا صرّح العلامة التفتازانيّ أنّ ما سوي العلم إنّما وضع لمعان
كليّة، لتستعمل في أفرادها المعيّنة، هذا هو المشهور عن أهل العربيّة، و نسب إلى
الجمهور، و لكن انتقده بعض المتأخّرين باستلزامه كون هذه الألفاظ الشائعة
الاستعمال مجازات لا حقائق لها، إذ لم تستعمل فيما وضعت هي لها من المفهومات
الكليّة، بل لا يصحّ استعمالها فيها أصلا، و هذا مستعبد جدّا، كيف لا؟ و لو كانت
كذلك لما اختلف أئمة اللغة في عدم استلزام المجاز الحقيقة، و لما احتاج من نفي
الاستلزام إلى أن يتمسّك في ذلك بأمثلة نادرة.
قال: و الحقّ ما أفاده بعض
المحقّقين من أنّها موضوعة لكلّ واحد من جزئيات تلك المفهومات الكليّة وضعا واحدا
عامّا، و تلك المفهومات جعلها الواضع آلة لملاحظتها عند الوضع، فلا تستلزم
الاشتراك، و لا كونها مجازا في شيء منها، و لا وجود المجاز بدون الحقيقة، و تعريف
المعرفة محمول على ظاهره. فتفهّم.
و المعارف على المشهور كلّها سبعة،
بإدخال المعرّف بالنداء، كما ذهب إليه ابن مالك، و اختاره المصنّف، و وجه الانحصار
فيها أنّ تعيين المشار إليه في لفظ المعرفة إمّا أن يفيده جوهر اللفظ، و هو العلم،
و هو إمّا جنسيّ، إن كان الحاضر المعهود جنسا و ماهيّة، كأسامة، أو شخصيّ، إن كان
فردا منها كزيد، أو يفيده حرف و هو قسمان:
ما لا يحتاج إلى القصد، و هو
المعرّف باللام، و ما يحتاج إليه، و هو المعرّف بالنداء. أو تفيده القرينة في
الكلام، و هو المضمر، أو تفيده الإشارة الحسيّة إلى نفسه، و هو اسم الإشارة، أو تفيده
الإشاره العقلية إلى نسبة معلومة للسامع، إمّا خبريّة و هو الموصول، أو لا، فهو
الاضافة، لكنّ الإضافة إلى غير معيّن لا تفيده تعيينا، فهو المضاف إلى أحد الخمسة.
العلم و انقسامه إلى مرتجل و
منقول:
الأوّل من المعارف العلم، و هو ما
وضع لمعيّن، لا يتناول غيره، فخرج بالمعيّن النكرة، و بما بعده بقية المعارف، و هو
نوعان:- كما علمت- شخصيّ و جنسيّ، فالشخصيّ مسمّاه نوعان: أولو العلم كزيد و
خرنق، و ما يولّف كالقبائل كقرن، و البلاد كعدن، و الخيل كلاحق، و الإبل كشذقم، و
البقر كعرار، و الغنم كهيلة، و الكلاب كواشق.
و ينقسم إلى مرتجل، و هو ما استعمل
من أوّل الأمر علما كسعاد، و فقعس و موهب، و منقول، و هو الغالب، و هو ما استمعل
قبل العمليّة لغيرها، و نقله إمّا من