responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 783

فإن قلت: كيف شبه به و قد وجد هو بغير أب، و وجد آدم لغير أب و أمّ، قلت:

هو مثله في أحد الطرفين، فلا يمنع اختصاصه دونه بالطرف الآخر من تشبيهه به، لأنّ الممّاثلة مشاركة في بعض الأوصاف، لأنّه شبه به في أنّه وجد وجودا خارجا عن العادة المستمرّة، و هما في ذلك نظيران، و لأنّ الوجود من غير أب و أمّ أغرب و أخرق للعادة من الوجود من غير أب، فشبّه الغريب بالأغرب ليكون أقطع للخصم، و أحسم لمادّة شبهته إذا نظر فيما هو أغرب ممّا استغربه.

و عن بعض العلماء أنّه أسر بالروم، فقال لهم: لم تعبدون عيسى؟ قالوا: لأنّه لا أب له، قال: فآدم أولى، لأنّه لا أبوين له، قالوا: كان يحيي الموتى، قال: فحزقيل أولى، لأنّ عيسى أحيا أربعة نفر، و حزقيل أحيا ثمانية آلاف، فقالوا: كان يبرئ الاكمة و الأبرص:

قال فجرجيس‌ [1]أولى، لأنّه ذبح و أحرق ثمّ قام سالما، انتهى كلام الكشاف.

و ما وقع لابن هشام في المغني من أنّ خلقه و ما بعده تفسير لمثل آدم، لا باعتبار ما يعطيه ظاهر لفظ الجملة من كونه قدّر جسدا من طين، ثمّ كوّن، بل باعتبار المعنى، أي إنّ شأن عيسى كشأن آدم في الخروج عن مستمرّ العادة، و هو التولّد بين الأبوين، ليس كما ينبغي، بل خلقه و ما بعده تفسير لمثل آدم قطعا باعتبار ما يعطيه ظاهر اللفظ، لا باعتبار المعنى الّذي ذكره، و الظاهر أنّه أراد نقل كلام الزمخشري، فلم يوف بالمقصود منه كما تري. قال الزمخشريّ: إنّما جعل الجملة مفسّرة لوجه الشبه لا للمشبه به، فيحتاج حينئذ إلى أن يقال: وجه الشبه المستفاد من هذه الجملة ليس هو ما يعطيه لفظها من تقدير آدم جسدا من طين، ثمّ تكوينه، فإنّ هذا ليس مشتركا بين آدم و عيسى (ع)، و إنّما وجه الشبه ما يعطيه معنى الجملة من الخروج عن مستمرّ العادة من التولّد بين أبوين، و هذا قدر مشترك بينهما.

« الأصحّ أنّه لا محلّ لها» أي للجملة المفسّرة من الإعراب، و هو مذهب الجمهور، سواء كان ما يفسّره له محلّ أم لا، و «قيل»: و القائل أبو على الشلوبين بفتح الشين المعجمة و سكون الواو و كسر الموحدّة و سكون المثنّاة التحتّى‌ة و بعدها نون، هكذا ضبطه ابن خلكان، إلا أنّه جعل بياء النسبة، فقال: أبو على عمرو بن محمد بن عمر المعروف بالشلوبين الأشبيلي، انتهى.

و هو خلاف المشهور في الألسن، ثمّ قال: هذه النسبة إلى الشلوبين، و هي بلغة أهل الأندلس: الأبيض الأشقر، قال: إنّ الجملة المفسّرة «بحسب ما تفسّره» فإن كان له محلّ من الإعراب فكذلك هي، و إلا فلا، فالجملة في نحو: زيدا ضربته، لا محلّ لها، إذ


[1] - حزقيل و جرجيس كانا من أنبياء إليهود.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 783
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست