الثالث:التفضيل، و هو إن كان الفعل قلبيّا، و وجد معلّق عن العمل، نحو: ظهر
لي أقام زيد، صحّ، و إلا فلا، و هو قول الفرّاء و جماعة من الكوفيّين و نسبوه إلى
سيبويه، و حملوا عليه:ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ [يوسف/ 35]، و منعوا:
يعجبني يقوم زيد، و على هذين القولين فيزاد في الجمل الّتي لها محلّ
الجملة الواقعة فاعلا و نائبا عنه، و منع الأكثرون ذلك كلّه، و أوّلوا ما ورد ممّا
يوهمه، فقالوا في يسير: إنّه على إضمار أن، و في بدا ضمير البداء المفهوم منه أو
ضمير السجن المفهوم من الفعل.
و قال الدمامينيّ: ما أظنّ أنّ أحدا من الكوفيّين و لا غيرهم ينازع في
أنّ من خصاص الاسم كونه مسندا إليه، فيحمل ما ذكروه من جواز وقوع الفاعل جملة على
أنّ معنى المصدر المفهوم من الجملة هو الفاعل المسند إليه معنى، و غايته أن التاويل
هنا وقع بغير واسطة حرف مصدريّ، فهو كما يقول الكلّ في نحو: قمت حين قام زيد، من
أنّ الجملة وقعت مضافا إليها مع أنّ الإضافة من خصائص الاسم كالإسناد إليه، لكن
الجملة هنا مؤولة عندهم بمفرد، أي حين قيام زيد. و لا بدع في هذا، لأنّه وجد
مطّردا في الإضافة في باب التسوية، نحو: سواء على قمت أم قعدت، أي قيامك و قعودك،
و في لا تأكل السمك و تشرب اللبن، أي لا يكن منك أكل سمك مع شرب لبن، فهشام و من
قال بقوله ألحقوا مثل يعجبني يقوم زيد بتلك الأبواب.
الجملة الواقعة المضاف إليها
ص: الرّابعة: المضاف إليها: و تقع بعد ظروف الزمان، نحو:وَ السَّلامُ عَلَيَّ
يَوْمَ وُلِدْتُوَ اذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌو بعد حيث، و لا يضاف إلى
الجمل من ظروف المكان سواها، و الأكثر إضافتها إلى الفعلية.