و لا يقال: جاءني زيد قد خرج عمرو، و لا و خرج عمرو. و قال الرضيّ: و
أجاز الأندلسيّ على ضعف دخول قد في الماضي المنفيّ بما، نحو: ما قد ضربه أبوه، و
ليس بوجه لعدم السماع و القياس، أيضا لكون قد لتحقيق وقوع الفعل و ما لنفيه.
الجملة الواقعة مفعولا
ص: الثالثة: الواقعة مفعولا بها: و تقع محكيّة بالقول، نحو:قالَ إِنِّي عَبْدُ
اللَّهِو
مفعولا ثانيا لباب ظنّ، و ثالثا لباب أعلم، و معلّقا عنها العامل، نحو:لِنَعْلَمَ أَيُّ
الْحِزْبَيْنِ أَحْصى،و قد تنوب عن الفاعل، و يختصّ ذلك بباب القول، نحو: يقال زيد عالم.
ش: الجملة الثالثة من الجمل الّتي لها محل من الإعراب الجملة الواقعة
مفعولا، و محلّها من الإعراب النصب، إن لم تنب عن الفاعل كما سيأتي، و تقع مفعولا
في ثلاث صور:
أحدها:أن تكون محكيّة بالقول، و معنى حكاية الجملة بالقول أن تحكى و معها
القول، لأنّ الجملة إذا حكي بها القول فقد حكيت هي نفسها مع مصاحبة القول، قاله
البدر بن مالك، نحو قوله تعالى:قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ [مريم/ 30]، فجملةإِنِّي عَبْدُ اللَّهِفي محلّ نصب على المفعوليّة محكيّة،
يقال: و الدليل على أنّها محكيّة[2]: كسر أنّ بعد دخول قال.
و هل هي مفعول به أو مفعول مطلق نوعي كالقرفصاء في قعد القرفصاء، إذ
هي دالّة على نوع خاصّ من القول، فيه مذهبان: الأوّل للجمهور، و الثاني اختيار ابن
حاجب، قال: و الّذي غرّ الأكثرين أنّهم ظنّوا أنّ تعلّق الجملة بالقول كتعلّقها
بعلم في علمت لزيد منطلق، و ليس كذلك، لأنّ الجملة نفس القول، و العلم غير
المعلوم، فافترقا، انتهى.
[1] - هو لامرئ القيس. اللغة: نضّت: خلعت، اللبسة:
حالة من حالات اللابس، المتفضل: اللابس ثوبا واحدا، إذا أراد الخفة في العمل.