نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 723
التنازع
ص: خاتمة: إذا تنازع عاملان
ظاهرا بعدهما، فلك إعمال أيّهما شئت، إلا أنّ البصريّين يختارون الثاني لقربه، و
عدم استلزامه إعماله الفصل بالأجنبيّ، و العطف على الجملة قبل تمامها، و الكوفيّين
الأوّل لسبقه و عدم استلزامه الإضمار قبل الذكر، و أيّهما أعملت أضمرت الفاعل في
المهمل موافقا للظّاهر.
أمّا المفعول، فالمهمل إن كان
الأوّل حذف، أو الثاني أضمر، إلا أن يمنع مانع، و ليس منه، نحو: حسبني و حسبتها
منطلقين الزّيدان منطلقا، كما قاله بعض المحقّقين.
ش: هذه خاتمة لمباحث الأفعال في
الكلام على التنازع، و يسمّيه الكوفيّون الإعمال بكسر الهمزة،
«إذا تنازع عاملان» مثنّى عامل بالمعنى الأعمّ أو الأخصّ، و قد
عرفتهما، سواء اتّفقا في العمل، أو اختلفا فيه.
و لم يقل فصاعدا اقتصارا على أقلّ
مراتب التنازع و أكثرها، فافهم. قاله المصنّف في حواشيه يعني أنّ التنازع قد يقع
في أكثر من عاملين كما ستراه، لكنّه اقتصر على ذكر العاملين بيانا لأقلّ ما يقع في
التنازع، و لأنّه أكثر استعمالا، و لا خفي ما في عبارته من الطباق بين الأقلّ و الأكثر،
و تعبيره بالعاملين أحسن من تعبير ابن الحاجب بالفعلين لشموله الفعل و شبهه في
العمل.
«ظاهرا» مفعول تنازع من باب تجاذبنا الثوب، أي اسما
ظاهرا، فخرج المضمر، و تبع في ذلك ابن الحاجب، و وجّهه بأنّ العاملين إذا وجّها
إلى مضمر استويا في صحّة الأضمار فيهما، فلا تنازع نحو: ضربت و أكرمت، و تعقبه ابن
مالك بأنّ هذا منه تقرير بأنّه لا يتأتّى في المضمر صورة تنازع، فلا وجه لهذا
الاعتراض، لأنّ قولنا: إذا تنازع عاملان لا يمكن تناوله لذلك، و أجاب ابن هشام
بأنّه قد يقال: إنّ هذا إنّما ذكر للإعلام من أوّل الأمر بصورة التنازع لا
للاحتراز عن صورة يتأتّى فيها صورة التنازع في الضمير، و لا يحكم النّحويّون بأنّه
من التنازع.
«ما قام و قعد إلا زيد» من باب التنازع أو لا؟:
فإن قلت: الوجه ذكره ابن الحاجب من
أنّ التنازع لا يتأتّى في المضمر أنّما يستمرّ في المضمر المتّصل، فأمّا المنفصل
فيمكن التجاذب بين العاملين فيه، نحو: ما قام و قعد إلا أنا، قلت: الصحيح أنّ هذا
ليس من