و إنّما قال: يكسر، و لم يقل ينصرف، لأنّ المسألة خلافية، فبيّن ما هو
المتّفق عليه، و أعرض عن بيان الخلاف، لأنّه خلاف لا يثمر، و هو على ثلاثة أقوال،
مرّ منها قولان في أوّل الباب، و الثالث: و هو التحقيق أنّه إن زالت إحدى علّتيه
باللام أو الاضافة كما في العلم، فمنصرف، و ان بقيت العلّتان كما في أحمر بقي على
منع صرفه
هذا بالنسبة إلى ما أضيف، أو دخلته اللام، و أمّا بالنسبة إلى الضرورة
فقيل:
ينصرف، و هو المشهور، لأنّ الضرورة تجيز ردّ الشيء إلى أصله، و أصل
الأسماء الصرف، و قيل: بل هو باق على منع صرفه لوجود العلّتين، و إنّما جعل
كالمنصرف في الصورة باعتبار إدخال الكسرة عليه أو التنوين كما سيأتي.
يصرف الممنوع من الصرف و يمنع المصروف للضرورة: تنبيهات:الأوّل:قد ينوّن غير المنصرف للضرورة و
التناسب، و الضرورة قد تكون موجبة التنوين، و قد تكون غير موجبة له، فالأوّل كقوله
[من الطويل]:
إذ لو بقي نعمان هنا على منع صرفه لم ينكسر الوزن، إلا أنّه يكون فيه
الزحاف
[1] - هو للنابغة الذبياني اللغة: حلّق: ارتفع في
طيرانه و استدار، الكتائب: جمع كتيبة بمغني الجيش، العصائب:
جمع عصابة بمغني الجماعة من الناس أو الخيل أو الطير.
[2] - يبدو أنّ الممنوع من الصرف يبقي ممنوعا من
الصرف و إن أضيف أو دخلته اللام، يعني عند ما أضيف أو دخلته اللام يجرّ بالكسرة
فقط، و لا يصير منصرفا، يقول ابن مالك في الألفية:
الصرف تنوين أتي مبيّنا
معنى به يكون الاسم أمكنا
(شرح ابن عقيل 2/ 320)
يعني علامة المنصرف أن يدخله التنوين، و يقول أيضا:
و جرّ بالفتحة ما لا ينصرف
ما لم يضف أو يك بعد أل ردف
(شرح ابن عقيل 1/ 77)
يعني الاسم الذي لا ينصرف جرّ بالكسرة إن أضيف أو إن دخلته الألف و
اللام.