نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 634
قالوا، و لو كان معرفة، و لا شكّ أنّ فيه معنى الوصف يجرى على
المعارف، و كيف يكون معرفه، و هو يقع حالا، انتهى.
«كأخر»بضم الهمزة و فتح الخاء «فينحو: مررت بنسوة أخر»و برجال أخر و بامرأة أخر و
بامرأتين أخر و برجلين أخر، «لأنّاسم التفضيل المجرّد عن اللام و الإضافة مفرد مذكر دائما»كما مرّ في بابه، لكنّهم قالوا:
أخري و أخريين و آخرين و آخرين.
قال ابن هشام في الأوضح: و إنّما خصّ النّحويّون أخر بالذكر لأنّ في
أخري ألف التأنيث، و هي أوضح من العدل، و أمّا آخرون و آخران فمعربان بالحروف، فلا
مدخل لهما في هذا الباب، و أمّا آخر فلا عدل فيه، و إنّما العدل في فروعه، و إنّما
امتنع من الصرف للوصف و الوزن، انتهى.
تنبيهات:الأوّل:قال في التصريح في جعل أخر من باب التفضيل إشكال، لأنّه لا يدلّ على
المشاركة و الزيادة في المغايرة، و من ثمّ قال الموضح في الحواشي: الصواب أنّ أخر
مشابه لأفصل من ثلاث جهات: إحداها: الوصف، و الثانية: الزيادة، و الثالثة أنّه لا
يتقوّم معناه إلا باثنين مغاير، كما أنّ أفضل إنّما يتقوّم معناه باثنين مفضّل و
مفضّل عليه، فلمّا أشبهه من هذه الجهات استحقّ أحكامه في جميع تصاريفه.
و على هذا فكان ينبغي أن لا تستعمل تصاريفه مع التنكير، بل مع أل و
الإضافة لمعرفة، فلمّا خولف بها عن ذلك كان ذلك عدلا عمّا استحقّه بمقتضي
المشابهة، فعلى هذا إذا قيل: مررت بنسوة أخر، كان معدولا عن آخر بالفتح و المدّ، و
لا تقول عن الاخر، لأنّه نكرة لجرىه على نكرة معنا، و لا عن آخر لما بينّا من
انتفاء حقيقة التفضيل من هذه الكلمة، و كثير غلط في المسألة، انتهى.
الثاني:إذا كان أخري بمعنى آخرة بكسر الخاء مقابله الأولى جمعت على أخر
مصروفا، لأنّه غير معدول، لأنّ مذكّرها آخر بالكسر، فليست من باب اسم التفضيل.
«يقدّر العدل فيما»،أي في اسم «سمعغير منصرف و ليس فيه»من أسباب منع الصرف علّة ظاهرة «سوىالعلميّة كزحل و عمر بتقدير زاحل و عامر»فهما معدولان عنهما، لا لقياس دلّ
على ذلك، بل لمّا رأوهما ممنوعين من الصرف، و ليس فيهما بحسب الظاهر إلا سبب واحد
و هو العلميّة، و لا يستقلّ بالمنع اجماعا، احتىج إلى تقدير سبب آخر، و لم يمكنهم
غير العدل، فقدّروه، كيلا تنخرم القاعدة المعلومة بالاستقراء من كلامهم، فما سمع
منصرفا، فليس بمعدول نحو: لبد[1]، أو سمع غير منصرف، و فيه مع
[1] - لبد: اسم آخر نسور لقمان بن عاد سمّاه بذلك
لأنه لبد فبقي لا يذهب و لا يموت كاللبد من الرجال اللازم لرحله لا يفارقه، و لبد
ينصرف لأنّه ليس بمعدول. لسان العرب 4/ 3528.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 634