نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 629
و أمّا صيغة الجمع فليست سببا، بل هي شرط للجمعية، فيلزم المنع بمجرّد
موازنة غير المنصرف فقط، و هو مشكل، و ذهب المبرّد إلى أنّه منقول عن جمع سراوله،
سمّي به المفرد الجنسيّ. قال في التصريح: و اختلف في سماع سروالة، فقال أبو
العباس: إنّها مسموعة و أنشد [من المتقارب]:
و قيل: لم يسمع، و البيت مصنوع، فلا حجّة فيه، و الصحيح ما قاله أبو
العباس، فقد ذكر الأخفش أنّه سمع من العرب سروالة. و قال أبو حاتم: من العرب من
يقول: سروال، و قيل: سراويل جمع سراول كشماليل جمع شملال[2]، حكاه الحريرى في المقامات، و نقل
ابن الحاجب أنّ من العرب من يصرفه، و أنكر ابن مالك ذلك عليه، قلت: و نقل ذلك ابن
الحاجب أبو الحسن الأخفش، و ردّ إنكار ابن مالك بأنّ من ينقل حجّة على من لم ينقل.
التأنيث:
«التأنيث إن كان بألفي حبلي و حمراء»أي المقصورة و الممدودة، و إنّما
اضافهما إلى حبلي و حمراء للاختصار مع الفائدة للاستغناء عن التمثيل لهما على أنّه
قد استشكل القول بأنّ التأنيث في مثل حمراء بألف ممدودة بأنّ علامة التأنيث
الهمزة، لأنّها منقلبة عن ألف التأنيث، و ليست ممدودة، و الألف الممدودة قبلها
زائدة، و ليست للتأنيث، و أجيب بأنّ المراد بالألف الممدودة هو الهمزة، سمّيت بذلك
لأنّها الممدودة بها، ففيه حذف و إيصال، و لا نزاع في صحّة إطلاق الألف على
الهمزة، لأنّ الألف إمّا اسم للأعمّ أو للمتحرّك فقط و اسم الساكن لا، فلا حاجة في
إطلاق الألف على الممدود إلى القول بأنّها في الأصل ألف، انتهى.
قال بعض المتأخّرين: و لك أن تقول: سمّيت الهمزة في ذلك بالممدودة
لعلاقة المجاورة «نابعن علتين»للزوم ألفة الكلمة و بناء الكلمة
عليهما بخلافه بالتاء، فترل لزومهما مترلة تأنيث ثان.
تنبيهات:الأوّل:توهّم بعضهم من قولهم: ألفا حبلى و حمراء أنّ المانع الصفة و ألف التانيث،
و هو غلط صريح، بل المانع التأنيث بهما فقط، كما صرّح به المصنّف، سواء كان
مصحوبهما نكرة كذكرى و صحراء، أم معرفة كرضوى و زكريا، أم مفردا كما
[1] - البيت بلا نسبة. اللغة: السروالة: لباس يغطّي
السّرة و الركبتين و ما بينهما.