نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 589
و ظاهر كلام سيبويه أنّ النصب أولى من الجرّ، و جزم به ابن هشام في
المغني، و هو الصحيح كما مرّ. و قال الكسائيّ: هما سواء، و هو ظاهر كلام ابن مالك.
و قال أبو حيّان: و الّذي يظهر لي أنّ الجرّ أولى من النصب، لأنّ الأصل في الاسمين
إذا تعلّق أحدهما بالآخر الإضافة، و العمل أنّما هو على التشبيه بالفعل، فالحمل
على الأصل أولى.
الخامس:لم يشترط الأخفش و الكوفيّون الاعتماد محتجّين بقوله [من الطويل]:
و ذلك أنّ بنو لهب فاعل بخبير مع أنّه لم يعتمد، و أجاب البصريّون
بأنّه على التقديم و التأخير، فبنو لهب مبتدأ، و خبير خبر، و ردّ بأنّه يلزم منه
الإخبار بالمفرد عن الجمع، و أجيب بأنّ فعيلا قد يستعمل للجماعة كقوله تعالى:وَ الْمَلائِكَةُ
بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم/
4].
حكم تابع ما أضيف اسم الفاعل إليه:
فائدة: لك في تابع المعمول المجرور باسم الفاعل" كمبتغي جاه و
مالا من نصب
و اجرر أو انصب تابع الّذي انخفض
كمبتغي جاه و مالا من
نهض
[2]" الجرّ على اللفظ و النصب على
المحل عند الكوفيّين و جماعة من البصريّين و الزمخشريّ و ابن مالك من المتأخّرين و
بإضمار عامل عند سيبويه و محقّقي البصريّين.
«لا يعمل»اسم الفاعل «بمعنىالماضي خلافا للكسائي»،و هو على بن حمزة الكوفيّ الأسديّ، و إنّما قيل له: الكسائيّ لأنّه
أحرم في كساء، و قيل: لأنّه دخل الكوفة، و جاء إلى حمزة بن جيب ملتفا بكساء، فقال
حمزة: من يقرأ؟ فقيل له: صاحب كساء، فبقى عليه، و وافقه هشام و ابن مضاء، و أجازوا
إعماله بمعنى الماضي مع كونه عاريا من أل و غيره مقصود به الحكاية، و حجّتهم من
القياس أنّه في معنى الفعل مشتقّ منه، و ردّ بأنّ عمله لمشابهته له لا لكونه في
معنى الفعل فقط، و إلا لوجب أن يعمل لذلك اسم التفضيل و نحوه ممّا هو في معنى
الفعل، و من السماع قوله تعالى:وَ كَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ [الكهف/ 28]، فباسط بمعنى الماضي، و
عمل في ذراعيه النصب، و لا حجّة لهم فيه، لأنّه حكاية حال ماضية، و المعنى يبسط
ذراعيه بدليل أنّ الواو في كلبهم للحال و لهذا قال تعالى:وَ نُقَلِّبُهُمْ [الكهف/ 18]، و لم يقل: و قلبناهم.
[1] - هذا البيت ينسب إلى رجل طائي، و لم يعين
اسمه. اللغة: خبير: من الخبرة، و هي العلم بشيء. بنو لهب:
جماعة من بني نصر بن الأزد، ملغيا: اسم فاعل من الإلغاء بمعنى
مهمل.