نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 580
و إعماله منوّنا أقيس من إعماله مضافا و بأل، لأنّه يشبه الفعل حينئذ
في التنكير، نحو:أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً [البلد/ 14]، و منعه الكوفيّون، و
قالوا: العمل بعده للفعل، و قدّروا يطعم يتيما.
«إعماله مع اللام ضعيف»في القياس لبعده عن مشابهة الفعل
باقترانه بأل، و هو قليل في الاستعمال أيضا، فلذلك لا يعمل عند بعضهم إلا في الشعر «كقوله» أي الشاعر يصف رجلا بضعف الراي [من المتقارب]:
فالنكاية مصدر مقرون بأل، و فاعله محذوف، و أعداؤه مفعوله، و المعنى
ضعيف نكايته أعداءه، يظنّ أنّ الفرار من الموت يباعد الأجل، فلا يحارب أعداءه حبّا
للسلامة و حذرا من العطب[2]و في التتريل:قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ
الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ [الجمعة/ 8]، و ما أحسن قول العميد فخر الكتاب مؤيّد الدين الطغرايي[3] [من
البسيط]:
و حكى المراديّ في شرح التسهيل في إعمال المصدر مع أل أربعة مذاهب:
أحدها الجواز، و هو مذهب الخليل و سيبويه. الثاني: المنع، و هو مذهب الكوفيّين و
بعض البصريّين. الثالث: جوازه على قبح، و هو مذهب الفارسيّ، و جماعة من البصريّين.
الرابع:التفصييل بين أن تكون أل معاقبة للضمير، فيجوز نحو: إنّك و الضرب
خالدا المسئ إليه، أي إنّك و ضربك خالدا، أو لا تكون معاقبة له، فلا يجوز نحو:
عجبت من الضرب عمرا، و هو مذهب ابن طلحة و ابن طراوة.
قال الشيخ أثير الدين: و هذا المذهب هو الصحيح، و استدلّ بأنّ أل في
الشواهد الّتي ذكروها معاقبة للضمير، و من منع إعماله مطلقا قدّر لما يقع بعده من
منصوب ناصبا يدلّ عليه المصدر، فيقدّر في قوله [من المتقارب]:
[3] - هو مؤيد الدين الاستاذ العميد فخر الكتّاب
آخر فحول المشرق في الشعر، و من شعره لامية العجم المشهورة، قتل في فتنة سياسية
سنة 513 ه. احمد الاسكندري و الآخرون، المنتخب من أدب العرب، الجزء الثاني، لاط،
المطبعة الاميرية بالقاهرة، 1951 م، ص 16.
[4] - اللغة: الهم: العزم، يغري: يولع، غمار: جمع
غمرة و هو الماء الكثير، البلل: التندية.