responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 576

ردّوا على من قال في بسم اللّه: إنّ التقدير ابتدائي بسم اللّه ثابت، فحذف المبتدأ و الخبر، و أبقي معمول المبتدإ، و جعلوا من الضرورة قوله [من البسيط]:

607- هل تذكرنّ إلى الدّيرين هجرتكم‌

و مسحكم صلبكم رحمان قربانا [1]

لأنّه بتقدير و قولكم يا رحمن قربانا، انتهى، و الأولى أن يقال: أنّه بتقدير قائلين يا رحمن قربانا.

فإذا توفّرت هذه الشروط للمصدر عمل عمل فعله مطلقا، كما مرّ، «إلا إذا كان مفعولا مطلقا» لأنّ تقديره بأن و الفعل أو بما و الفعل حينئذ متعذّر، إذ ليس معنى ضربت ضربا أو ضربة أو ضربا شديدا ضربت أن ضربت، و أمّا قولك: ضربت ضرب الأمير اللص، فالمصدر العامل ليس مفعولا مطلقا في الحقيقة، بل المفعول المطلق محذوف، تقديره ضربا مثل ضرب الأمير اللص، فالعمل في نحو قولك: ضربت ضربا زيدا، و قولك: ضربة زيدا في جواب من قال لك: كم ضربت؟ ليس للمصدر، بل للفعل الظاهر في المثال الأوّل و للمقدّر في المثال الثاني، «إلا إذا كان» المفعول المطلق‌ «بدلا من الفعل»، أي سادا مسدّه بعد حذفه وجوبا «ففيه وجهان»:

أحدهما: أن يكون العامل الفعل المحذوف، بناء على أنّ الأصل في العمل له، و لا ينعزل عنه بالحذف، و هذا رأي المبرّد و السيرافيّ و جماعة.

الثاني: أن يكون العامل المصدر لا لكونه مصدرا، بل لكونه بدلا عن الفعل بدليل أنّه لا يجمع بينهما لفظا، كما لا يجمع بين البدل و المبدل منه، فإذا قلت سقيا زيدا، فزيدا منصوب سقيا من حيث إنّه قام مقام اسق، لا من حيث كونه مصدرا هو مفعول مطلق، و إلا لزم أن يعمل كلّ مصدر هو مفعول مطلق، و هذا الوجه ذهب إليه سيبويه و الأخفش و الفرّاء و الزجّاج و الفارسيّ، و ذهب بعضهم إلى أنّ العامل فعل من غير لفظ المصدر كالزم و نحوه، و هذا وجه ثالث.

تنبيه: المفعول المطلق لا يكون بدلا عن الفعل حقيقة، إذ لو كان لم يقدّر الفعل قبله، فلم ينتصب، و إنّما يقال: إنّه بدل عن الفعل مجازا، إذا لم يجز إظهار الفعل، فكأنّه بدل منه، قاله الرضيّ.

« الأكثر» في المصدر «أن يضاف إلى فاعله»، لأنّه محلّه الّذي يقوم به، فجعله معه كلفظ واحد باضافته إليه أولى من رفعه له، و من جعله مع مفعوله كلفظ واحد نحو قوله تعالى: وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ‌ [البقرة/ 251]، و يجوز أن يضاف إلى مفعوله إذا قامت‌


[1] - هو لجرير من قصيدة طويلة يهجو فيها الأخطل. اللغة: الديرين: تثنيه الدير، و هو معبد من معابد النصاري، صلبكم: جمع صليب، قربانا: أي تقربا.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 576
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست