responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 54

النحو مجرّدا عن غيره، لأنّ كتابه لم يشمل إلا عليه لا غيره، و استمداده من الكلام العربيّ و مسائله المطالب الّتي يبرهن عليها فيه، كعلمنا بأنّ الفاعل مرفوع و المفعول منصوب إلى غير ذلك‌ [1].

و أل في الكلمة و الكلام للعهد الذهنيّ، أي المصطلح عليهما عند النحاة، فالكلمة شرع في الكلام على حقيقة الكلمة و الكلام، لأنه إنّما يبحث عنها، و الفاء فصيحة، أي إذا عرفت أنّ موضوعه الكلمة و الكلام. «فالكلمة» و أل فيها للعهد الذكريّ، فإنّ المعرفة إذا أعيدت معرفة كانت عين الأولى، كما إذا أعيدت النكرة معرفة، و هذا أغلبيّ لا كليّ. و فيه كلام طويل، ليس هذا محلّه. و هي لغة تقال للجمل المفيدة و القصيدة كقوله تعإلى: وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا [التوبة/ 40]، أي لا إله إلا اللّه. و قولهم كلمة الحويدرة أي قصيدته، و الحويدرة لقب شاعر، تصغير حادرة، و اسمه قطبة بن يحصن، روي أن حسانا [2] إذا قيل له: أنشدنا، قال: أنشدكم كلمة الحويدرة، يعني قصيدته الّتي مستهلها [من الكامل‌]:

9- بكرت سميّة غدوة فتمتّع‌

و غدت غدوّ مفارق لم يربع‌ [3]

و هو أمّا من باب إطلاق الجزء مرادا به الكلّ، أو من باب الاستعارة المصرّحة من حيث إنّ الكلام لارتباط أجزائه بعضها ببعض كالكلمة الواحده، و اصطلاحا عند المنطقيّ الفعل على ما قيل، و عند النحويّ‌ «لفظ» أي: ملفوظ، و هو في الأصل مصدر بمعنى الرمي مطلقا، ثمّ خصّ بالرمي من الفم، ثمّ أطلق عليه من باب إطلاق المصدر على اسم المفعول كالخلق بمعنى المخلوق، إلا أنّ هذا الإطلاق صار حقيقة عرفيّة، و الخلق بمعنى المخلوق مجاز لغويّ، و اشتهر تعريف اللفظ بأنّه الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائيّة.

لكن انتقد بأنّه لا يشمل اللفظ البسيط، فمن ثمّ اختير في تعريفه ما قيل صوت معتمد على مقطع الفم حقيقة أو حكما، فالأوّل كزيد، و الثاني كالمنويّ في فم المقدّر بانت بنا على جواز استعمال المشترك في معنييه الحقيقين إن كان حقيقة فيهما أو الحقيقيّ و المجازيّ، إن كان حقيقة في أحدهما مجازا في الآخر، و لا مخلص عند مانعي‌


[1] - سقطت هذه الجملة في «س».

[2] - أبو عبد الرحمن حسان بن ثابت بن المنذر، من قبيلة الخزرج، ولد بالمدينة، اتّصل بالغساسنة، و مدحهم كما اتّصل ببلاط الحيرة، انتقل إلى الإسلام و ناصره بلسانه فلقب شاعر النبي (ص) توفّي سنة 674 م/ 54 ه. حنا الفاخوري، الجامع في تاريخ الأدب العربي، الأدب القديم، لاط، دار الجيل، بيروت، لات، ص 413.

[3] - هو للحادرة. اللغة: بكرت: خرجت أوّل النهار قبل طلوع الشمس. غدوة: ما بين الفجر و طلوع الشمس.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست