نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 521
الثالثة:إذا تعدّد العامل، فإن
اتّحد عمله و معناه و لفظه أو جنسه جاز الاتّباع مطلقا، فتقول فيما اتّحد عمله و
معناه و لفظه: ذهب زيد و ذهب عمرو العاقلان، و هذا زيد و هذا عمرو الفاضلان، و
رأيت زيدا و رأيت عمرا الفاضلين، و مررت بزيد و مررت بعمرو الكريمين، و فيما اتّحد
معناه و عمله و جنسه، جاء زيد و أتي عمرو الظريفان، و هذا زيد و ذاك عمرو
العاقلان، و رأيت زيدا و أبصرت خالدا الشاعرين، و سقت النفع إلى خالد و سيق به
لزيد الكاتبين، و خصّص بعضهم ذلك بنعت فاعلي فعلين و خبري مبتدأين و ليس بشيء.
و إن عدم الاتّحاد في المعنى و العمل
و اللفظ، كجاء زيد و رايت عمرا، أو في المعنى و العمل و الجنس كهذا ناصر زيد و
يخذل عمرا، أو في المعنى و اللفظ، كجاء زيد و مضي عمرو، أو في العمل و اللفظ كهذا
مؤلم زيد و موجع عمرو، وجب القطع، إمّا بالرفع على إضمار مبتدإ، أو بالنصب على
إضمار فعل لائق، و يمتنع الاتباع، لأنّه يؤدّي إلى تسليط عاملين مختلفي المعنى على
معمول واحد من جهة واحدة، بناء على أنّ العامل في المنعوت هو العامل في النعت، و
هو الصحيح، أمّا إذا اتّحد العاملان معنى و عملا، فلا محذور في الاتباع، لأنّ
العاملين من جهة المعنى شيء واحد، فترّلا مترلة العامل الواحد عند الجمهور.
و قال ابن سراج: إذا اتّفقا لفظا
كان الثاني توكيدا للأوّل، و إن كان العامل واحدا، جاز الاتباع و القطع، إن لم
يختلف العمل، نحو: قام زيد و بكر العاقلان، و إن اختلف تعيّن القطع، سواء اختلفت
النسبة إلى المتبوعين من حيث المعنى، نحو: ضرب زيد عمرا العاقلان، أم اتّحد، نحو:
خاصم زيد عمرا الظريفان، هذا مذهب البصريّين، و قال الفرّاء يتبع الأخير عند
الاتّحاد، و الكسائيّ الأوّل، و ابن سعدان أيّهما شيءت.
النعت المقطوع:
الرابعة: يجوز
الاتّباع و القطع في نعت غير مبهم إن لم يكن ملتزما و لا مؤكّدا، قال يونس: و لا
ترحّما، نحو: الحمد للّه الحميد، أي هو، و: وَ امْرَأَتُهُ
حَمَّالَةَ الْحَطَبِ [المسد/ 4]، أي أذمّ، وَ
الْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ [النساء/ 162]، أي أمدح، و أللهمّ الطف بعبدك
المسكين، أي ارحم، على رأي الجمهور بخلاف نعت المبهم، كمررت بهذا العالم أو النعت
الملتزم و مثّلوا له بالشعري العبور، و الأولى أن يمثل بالجمّاء الغفير و المؤكّد
نحو: إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ [النحل/ 15]، فلا يجوز
فيها القطع.
[1] - الشّعري: كوكب نيّر يطلع عند شدّة الحرّ. و في القرآن
وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى [النجم/ 49]، و هما شعريان:
الشّعري العبور، و الشّعري الغميصاء.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 521