أي و الّذي تحملين طليق، و أجيب بأنّ هذا طليق جملة اسميّة، و تحملين
حال، أي و هذا طليق محمولا لك، و ذو الحال إمّا ضمير طليق، فطليق هو الناصب للحال،
و إمّا طليق نفسه، على أنّ الجملة كانت صفة له، فقدّمت عليه، فناصبها معنى التنبيه
و الإشارة.
و قال الشيخ سراج الدين البلقينيّ: يجوز أن يكون ممّا حذف فيه الموصول
من غير أن يجعل هذا موصولا، و التقدير هذا الّذي تحملين على حدّ قوله [من
الطويل]:
أي الّذي نلتم قال: و لم أر أحدا أخرجه على هذا، انتهى، و هو حسن.
الثاني:مقابل الأصحّ في «ذا» بعد
من[3]و
ما، نقل عن بعضهم من منع كونه موصولا بعدها، قال: لأنّ الأصل في ذا أن يكون
للإشارة لمعيّن، لكن لمّا دخل عليها ما الاستفهاميّة، و هي في غاية الإبهام،
جرّدتها عن معنى الاشارة، و جذبتها إلى الإبهام، فجعلت موصولة، و لا كذلك من
لتخصيصها بمن يعقل، فليس فيها الإبهام الّذي في ما، فاستدلّ المجوّزون بالسماع، و
هو ما مرّ. و هذه الموصولات الستّ للمذكّر و المؤنّث و فروعهما، فيكون بلفظ واحد
للجميع، و لا يرد ما مرّ في أي و ذو من اللغات، لأنّه شاذّ.
الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية ؛ ص499
هذه «مسألة»تتعلّق
بذا الموصولة. «إذاقلت»أنت للمخاطب «ماذاصنعت؟ و من ذا رأيت»؟فجئت بعد ذا بفعل متعدّ مفرغ عن
ضمير «فذاموصولة»في المثالين لاستجماعها الشروط
المتقدّمة، «ما و من»الاستفهاميّتان «مبتدءان»في محلّ رفع، و ذا مع صلتها خبرهما، و العائد محذوف، أي ما ذا صنعته،
و من ذا رأيته.
«الجواب»عن كلّ منهما «رفع»، أي مرفوع، أو ذو رفع على المختار، ليطابق السؤال الجواب في كون كلّ
منهما جملة اسميّة، فتقول: الإحسان أو زيدا: أي الّذي صنعته الإحسان، و الّذي
رأيته زيد، و هو أوجه الوجهين في قوله تعالى:وَ يَسْئَلُونَكَ ما ذا
يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ [البقرة/ 219]، فيمن رفع العفو، أي الّذي ينفقونه العفو، و البدل
كالجواب، تقول: ماذا صنعت أخير أم شر؟ و من ذا رأيت أزيد أم عمرو. و قال [من
الطويل]:
[1] - هو ليزيد بن مفرّغ. و روى «نجوتو هذا تحملين طليق»،
اللغة: عدس: صوت يرجز به البغل. عبّاد:
هو ابن زياد بن أبي سفيان الّذي هجاه الشاعر بها، الإمارة: الحكم،
الطليق: المطلق من الحبس.