نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 472
و ذلك الدليل هو أنّ نواسخ المبتدإ لا تدخل على كلم المجازات كما مرّ،
و التزم حذفه في باب أنّ المفتوحة، إذا خفّفت تبعا لحذف النون، نحو:وَ آخِرُ دَعْواهُمْ
أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ [يونس/ 10]، و إنّما لم تلغ، لأنّ المكسورة قد علمت مخفّفه في الظاهر،
نحو:إِنَّ
كُلًّا لَمَّا [هود/
111]، مع أنّ المفتوحة أقوي منها لمشابهة فتح أوّلها فتح أوّل الماضي، فلو ألغيت
لزم إعمال الأدنى و إهمال الأقوى، و إنّما أعملت تلك في الظاهر، و هذه في المضمر،
لأنّ هذه فرع عن تلك، و المضمر فرع عن الظاهر الّذي يفسّره، فأعمل الأصل في الأصل،
و الفرع في الفرع.
و هذا مذهب الجمهور، و ذهب سيبويه و جماعة إلى أنّ الملتزم حذفه لا
يجب أن يكون ضمير شأن، و اختاره ابن مالك، و سيأتي لذلك مزيد كلام في حديقة
المفردات، إن شاء اللّه تعالى.
الثالث:الجمهور على أنّ هذا الضمير اسم، و زعم ابن الطراوة أنّه حرف، فمثّل
كان زيد قائم، و ليس زيد بقائم، فإلغاء لكان و ليس و أخواتهما، و أمّا إنّه أمة
اللّه ذاهبة، فحرف كفّ إنّ عن العمل، و في [قول الشاعر من الخفيف]:
إنّ ملغاة، و أمّا:قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [التوحيد/ 1]، فهو هنا فسّره المعنى، أي المعبود اللّه أحد، قاله في
الإرتشاف.
مواضع عود الضمير إلى المتأخّر:
هذه «فائدة» في بيان مواضع عود الضمير إلى
متأخّر لفظا و رتبة «ذكربعض المحقّقين»و هو الرضيّ (رض)، و المحقّقون جمع
محقّق اسم الفاعل من حقّق الشيء تحقيقا، أي رجعه إلى حقيقته، بحيث لا يشوبه شبهة، «عودالضمير إلى»المفسّر «المتأخّرلفظا و رتبة في خمسة مواضع».
و إنّما أسندنا ذكر هذه الفائدة إلى الرضي، مع أنّه ذكرها ابن بابشاذ
في شرح الجمل و ابن مالك في التسهيل و ابن هشام في المغني و غيرهم، لأنّ الرضيّ هو
الّذي عدّ المواضع خمسة، و ابن بابشاذ عدّها أربعة، و ابن مالك و ابن هشام عدّاها
سبعة. و المرتضى صنع الرضيّ كما سيأتي بيانه، و المواضع الخمسة هي:
* «إذاكان»الضمير «مرفوعابأوّل»العاملين «المتنازعين» للمعمول بعدهما، «أعملنا»العامل «الثاني» فيه على مذهب البصريّين، «نحو: أكرمني و أكرمت زيدا»،ففي