responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 47

معنى الصّمد و معنى الإيمان:

«وضعتها» أى صنّفتها، و أنشأتها «للأخ الأعزّ» أي لأجله. و فى القاموس الأعزّ: العزيز، أبي تراب عبد الصّمد بن حسين بن عبد الصمد العامليّ، و هو أخوه الأصغر، كان شيخا فاضلا نبيلا، إلا أنّه لم يكن في رتبة أخيه، و له خلف إلى زماننا هذا، مستوطنون ببلاد العجم. و الصّمد السيد المصمود إليه في الحوائج، من صمد إذا قصد، و الدائم الرفيع. و عن ابن عباس (رض)، الصّمد: السيّد الّذى كمل في سودده، و فسّره المشبهة [1]لعنهم اللّه بالمصمت الّذى لا جوف له، و ردّ بأنّ ذلك لا يكون إلا من صفة الجسم، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.

«جعله اللّه» أى صيّره، و هي جملة خبرية لفظا، إنشائية معنى، «من العلماء العاملين» بعلمهم. و الدّعاء له بذلك نهاية إرادة الخير له، لما ورد في ذلك من الآثار و صحيح الأخبار.

« نفعه بها و جميع المؤمنين». الإيمان أخصّ من الإسلام، إذ هو إقرار باللسان، و معرفة بالجنان و عمل بالأركان. و الإسلام هو الأوّل فقط. أو هما مترادفان كما مرّ. و فيه أربعة أقوال آخر، و الكلام فى ذلك يطول، و ليس هذا محلّه.

«تشتمل» أى هذه الفوائد الصّمدية «على خمس حدائق»، جمع حديقة، و هي الروضة ذات الشجر و البستان من النخل، أو كلّ ما أحاط به البناء أو القطعة من النخل، كذا في القاموس، و فيه استعارة مطلقة. فإن قلت هذه الحدائق هي نفس الفوائد و لا معنى لاشتمال الشئ على نفسه؟ قلت: اشتمالها عليها من قبيل اشتمال الكلّ على أجزاءه باعتبار أنّ المشتمل مجموع الأجزاء، و المشتمل عليه كلّ واحد منها، أو أنّ الأوّل مجموعها معا، و الثاني مجموعها لا معا، أعني أحاد الأجزاء بالأسر، و يحتمل أن يراد بالفوائد الألفاظ و النقوش، و بالحدائق المعاني أو بالعكس، إذ يصحّ أن يقال: الألفاظ قوالب المعاني، كما يصحّ أن يقال: إنّ المعاني قوالب الألفاظ باعتبارين كما مرّ.

و وجه الحصر في هذه الخمسة أنّ المذكور فيها أمّا مقصود بالذات لا غير، أو ما يتوصّل به إليه مع شئ مقصود بالذات، الثاني الحديقة الأولى، و الأول إمّا أن يبحث فيه عمّا يتعلّق بالأسماء أو لا، الأولي الحديقة الثانية، و الثاني إمّا أن يبحث فيه عمّا يتعلّق بالأفعال أولا، الأول الحديقة الثالثة، و الثاني إمّا أن يبحث فيه عن الجمل و المفردات، الأوّل الحديقة الرابعة، و الثاني الحديقة الخامسة، و لا يضرّ خروج الديباجة، لأنّ المراد حصر المقصد بالذات، أو ما يتوصّل به إليه.


[1] - هم فرقة شبهوا اللّه سبحانه بالأجسام.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست