نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 396
مررت بمثلك أحدا، انتهى. و قال ابن الضائع: الوجه أن يقال: هو بدل من
الاسم مع إلا مجموعين فيكون بدل شيء لغير واحدة، انتهى.
حكم المستثنى غير الموجب:
«و إلا» يكن الكلام موجبا بل كان غير موجب، ففيه
تفصيل، «فإن كان» المستثنى «متّصلا
فالأحسن و الأرجح إتباعه»، أي اتباع المستثنى للمستثني منه
«على اللفظ» بدلا منه، بدل بعض من كلّ عند البصريّين، و عطف نسق عليه عند
الكوفيّين، لأنّ إلا عندهم من حروف العطف في باب الاستثناء خاصّة، و هي عندهم
بمترلة لا العاطفة في أنّ ما بعدها مخالف لما قبلها، لكنّ ذلك منفيّ بعد إيجاب، و
هذا موجب بعد النفي. قاله ابن هشام في المغني، و اعترض مذهب البصريّين بأنّ بدل
البعض لا بدّ له من رابط، و لا ضمير يعود إلى المبدل منه، و إنّه مخالف للمبدل
منه، فإنّ المبدل موجب، و المبدل منه منفيّ.
و أجيب عن الأوّل بأنّ الربط
بالاستثناء أغني عن الربط بالضمير لظهور إفادة البعضية، و عن الثاني بأنّه لا منع
من التخالف مع الحرف المقتضي لذلك كما جاز في الصفة، نحو: مررت برجل لا ظريف و لا
كريم، جعلت النفي مع الاسم الّذي بعده صفة لرجل، و الإعراب على الاسم كذلك تجعل في
نحو: ما جاء القوم إلا زيد، قولنا: إلا زيد بدلا، و الإعراب على الاسم، قاله
الرضيّ (ره)، و اعترض مذهب الكوفيّين باطّراد قولهم: ما قام إلا زيد، و ليس شيء
من حروف العطف يلي العوامل. قال ابن هشام في المغني: و قد يجاب بأنّه ليس تإليها
في التقدير: إذ الأصل ما قام أحد إلا زيد، انتهى.
قال الدمامينيّ: لكن يلزم عليه
جواز حذف المعطوف عليه مطّردا، و الفرض أنّه قليل، انتهى.
فائدة: قال ابن
الدهان في الغرّة: ليس في الابدال ما يخالف حكم المبدل منه إلا في الاستثناء وحده.
و ذلك أنّك إذا قلت: ما قام أحد إلا زيد فقد نفيت القيام عن أحد، و أثبته لزيد. و
هو المبدل منه، نحو: قوله تعالى: ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ
مِنْهُمْ [النساء/ 66]، قرأ الستّة بالرفع على أنّه تابع للضمير المرفوع
المتّصل بالفعل، و ابن عامر بالنصب على الاستثناء.
تنبيهات:
الأوّل: زاد جماعة منهم ابن مالك في التسهيل و ابن هشام في الجامع في هذه
المسألة، أعني ترجيح الاتباع على النصب قيدين آخرين: أحدهما: أن يكون المستثنى
متراخيا عن المستثنى منه، نحو: ما جاءني أحد حين كنت جالسا هنا إلا زيدا، و
ثانيها: