responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 393

الثالث: يقدّر المستثنى منه في المفرّغ بقدر الضرورة، و ما يتناول المستثنى و يناسبه في جنسه و وصفه ففي نحو: ما ضربت إلا زيدا، أي أحدا، و ما جئت إلا راكبا، أي على حال من الأحوال، و ما ضربته إلا تأديبا أي لغرض، و قس على ذلك.

الرابع: من العرب من يشغل العامل في التفريغ بمحذوف، فينصب ما بعد إلا على الاستثناء، نحو: ما ضربت إلا زيدا، و ما مررت إلا زيدا، فزيد في المثالين منصوب على الاستثناء، و معمول الفعل محذوف، و هذا إنّما يكون فيما يمكن حذفه، فلو قلت: ما قام إلا زيد، لم يجز النصب، لأنّ الفاعل لا يحذف، و أجازه الكسائيّ على مذهبه في جواز حذف الفاعل، قاله المراديّ في شرح التسهيل.

«و الكلام معه» أي مع المستثنى المفرّغ‌ «غير موجب» بفتح الجيم، و هو ما يتقدّمه نفي أو شبهه من نهي أو استفهام إنكاريّ‌ «غالبا» لا دائما لاستبعاد اشتراك أفراد الجنس في وقوع الفعل منها أو عليها و مخالفة واحد إيّاها، و لكنّ ذلك ممكن، و هو قليل جدّا، فكان غير الغالب، نحو: كلّ حيوان يحرّك الفكّ الأسفل في الأكل إلا التمساح، و قرأت إلا يوم كذا، إذ لا يبعد أن تقرأ جميع الأيام إلا اليوم المستثنى، و ضابطه استقامة المعنى، كما قال ابن الحاجب.

و فسّر بعضهم استقامة المعنى بأن يكون الحكم ممّا يصحّ أن يثبت على سبيل العموم كالمثال الأوّل، أو تكون هناك قرينة دالّة على أنّ المراد بالمستثني منه بعض معيّن، يدخل فيه المستثنى قطعا كالمثال الثاني لظهور أنّ المتكلّم لا يريد جميع أيّام الدنيا، بل أيّام الأسبوع أو الشهر أو مثل ذلك، انتهى.

و قال ابن مالك في شرح التسهيل: إذا كان في الإيجاب معنى النفي عومل معاملته، نحو: عدمت إلا زيدا، و صمت إلا يوم الجمعة، فإنّه بمعنى لم أجد، و لم أفطر، انتهى.

تنبيهان: الأوّل: لا يقال ما زال زيد إلا عالما، و إن كان ظاهر الكلام غير موجب، لأنّ معنى زال نفي، و النفي إذا دخل على النفيّ أفاد الإيجاب الدائم، فيكون المعنى دام زيد على جميع الصفات إلا على صفة العلم، و هو محال.

الثاني: إذا كان الموجب لازما له النفي كلولا و لو فذهب المبرّد إلى جواز التفريغ معه، نحو: لولا القوم إلا زيد لأكرمتك، و لو كان معنا إلا زيد لغلبنا، قال أبو حيّان في الإرتشاف: و الصحيح أنّه لا يجوز، و إن ذكر مع المستثنى المستثنى منه، و يسمّى الكلام حينئذ تامّا، ففيه تفصيل، فإن كان الكلام موجبا، و هو ما لم يتقدّمه شي‌ء ممّا تقدّم نصب المستثنى وجوبا، سواء كان متّصلا، نحو قوله تعالى: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست