responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 391

إلا زيدا، مشيرا بالقوم إلى جماعة خإلى‌ة عن زيد، أو لم يكن، نحو: جاءني القوم إلا حمارا، فتبيّن أنّ المتّصل ليس هو المستثنى من الجنس كما ظنّ بعضهم.

الخامس: حرّك بعض المتأخّرين هنا بحثا فقال: هلّا كان الاستثناء كلّه متّصلا، و لكن تارة يكون المخرج منه مذكورا، و تارة يكون مقدّرا، فيكون الأصل في نحو ما فيها أحد إلا حمارا، ما فيها أحد و لا ما يتبعه إلا حمارا، و ما يتبعه يشمل الإبل و البقر و الغنم و غير ذلك، فاستغني الحمار منه، و دلّ على هذا المحذوف استثناء الحمار، كما دلّ على تقدير أحد في الاستثناء المفرّغ، ما جاءني إلا زيد إخراج زيد، و على تقدير حال من الأحوال فيما جائني زيد إلا راكبا، و كذا القول في البواقي.

و يكون الفرق بين هذا الّذي يسمّونه منقطعا، و الاستثناء المفرّغ اشتغال العامل بمطلوبه في نحو: ما جاءني إلا حمارا، أو عدم اشتغاله في ما جاءني إلا زيد، و أجاب هذا الباحث بأنّ ذلك إذا سلم لم يخرج عن الانقطاع باعتبار الظاهر، و إن كان متّصلا باعتبار التقدير، فإذا صحّ له الاسمان بالاعتبارين المختلفين فلا بأس بقصره على أحدهما لقصد التمييز بينه و بين نوع آخر يخالفه في طريقته، و هو المتّصل لفظا، انتهى.

إعراب المستثنى المفرّغ:

«فالمستثنى بإلا إن لم يذكر معه المستثنى منه» لفظا بل نوي و يسمّى الكلام حينئذ ناقصا، «أعرب بحسب» اقتضاء «العوامل» من رفع و نصب و جرّ لقيامه مقام المستثنى منه، لكن لا إصالة، إذ العوامل في التحقيق عاملة في ذلك المقدّر، و لكن لمّا حذف، و قام المستثنى مقامه عمل فيه لا بطريق الإصالة لصحّة ما قام إلا هند، و قيل: بطريق الإصالة و الصحّة للفصل بإلا، و فيه نظر، إذ الفصل أنّما يكون مسوّغا لترك التاء في الجملة لا مقتضيا لتركها وجوبا أو اختيارا و ما قام إلا هند، يجب فيه ترك التاء عند قوم، و يختار عند آخرين، و هو الحقّ بدليل قوله [من الرجز]:

378- ما برئت من ريبة و ذمّ‌

في حربنا إلا بنات العمّ‌

«و سمّي» المستثنى‌ «مفرّغا»، أي مستثني مفرّغا، لأنّه الاسم لا مفرّغ وحده، و إنّما سمّي بذلك تسمية له باسم عامله، لأنّه هو المفرّغ في الحقيقة، إذ لم يشتغل‌ بمستثني منه، يعمل فيه لفظا، ففرغ عنه للعمل في المستثنى، فلا حاجة إلى ما قاله بعضهم بأنّ المراد بالمفرّغ المفرّغ له على الحذف و الإيصال، كما يراد بالمشترك المشترك فيه، لأنّه‌


[1] - لم يسم قائله و تقدّم برقم 89.

[2] - في «ح» أو لم يشتغل و في «ط» إذا لم يشتغل.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست