responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 282

سَعْيَها [الإسراء/ 19]، فيجب حذف العامل في جميع هذه قياسا، إذ قد عرفت له ضابطا كما ذكرنا.

قال: و إنّما وجب حذفه مع الضابط، لأنّ حقّ الفاعل و المفعول أن يتّصلا بالفعل، و استحسن حذف الفعل في بعض المواضع إمّا إبانة لقصد الدّوام و اللزوم بحذف ما هو موضوع للحدوث و التجدّد أي الفعل كما في نحو: حمدا لك و شكرا لك و عجبا منك و معاذ اللّه و سبحان اللّه، و إمّا لتقدّم ما يدلّ عليه، نحو: كتاب اللّه و صِبْغَةَ اللَّهِ‌ [البقرة/ 138]، أو لكون الكلام ممّا يستحسن الفراغ منه بسرعة، كلبيك، فبقي المصدر مبهما، لا يدرى ما تعلّق به من فاعل أو مفعول، فذكر ما هو مقصود المتكلّم من أحدهما بعد المصدر، ليختصّ به، فلمّا تبيّن بعد المصدر بالإضافة أو بحرف الجرّ، قبح إظهار الفعل، بل لم يجز فلا يقال: كتبت كتاب اللّه، و وعد وعد اللّه، و أسبّح سبحان اللّه، و أحمد حمدا لك، انتهى ملخّصا.

و صرّح بعضهم بأنّه إذا قلنا: سقاك اللّه سقيا، و حمدت اللّه حمدا، مع التلفّظ يكون خبرا لا إنشاء، و إذا كان أنشاء كان المصدر و الفعل متعاقبين يريد أنّهما لا يجتمعان، و لكن إن أتيت بالمصدر، تركت الفعل وجوبا، و إن أتيت بالفعل لم يجز أن تذكر المصدر، انتهى. و ليس بشي‌ء إذ ما وقع في الخطبة المذكورة من كلام أمير المؤمنين (ع) ليس مرادا به الخبر، و هو من الفصاحة بحيث لا يخفى.

تنبيه: من جملة المصادر المذكورة مصادر لم توضع أفعالها أصلا، فيقدّر لها عامل من معناها على حدّ قعدت جلوسا، و هي ثلاثة أنواع:

أحدها: ما يستعمل مفردا فقط، نحو: أفّة و تفّة لك، أي قذرا، و الأفّ وسخ الأذن، و التفّ وسخ الأظفار، و ذفرا أي نتنا، و بهرا له أي تعسا، أمّا بهرا بمعنى غلبة فله فعل مستعمل، حكى ابن الأعرابي في الدعاء على القوم بهرهم اللّه غلبهم.

الثاني: ما يستعمل مضافا فقط، نحو: بله زيد بالأضافة إلى المفعول، أي تركه، و يستعمل اسم فعل، فتقول: بله زيدا بالنصب، أي دع زيدا، و اسما مرادفا لكيف، فتقول: بله زيد بالرفع، أي كيف زيد.

الثالث: ما يستعمل مفردا تارة و مضافا [تارة] أخري، نحو: ويحا لزيد و ويحه و ويلا له و ويله أي حزنا له و حزنه، و كيفيّة التقدير ظاهر من التفسير، و قيل يقدّر لويح رحم، لأنّها كلمة ترحّم، و لويل عذّب، لأنّها كلمة عذاب.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست