responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 281

حذف عامله جوازا و وجوبا:

ثمّ هو أعني المفعول المطلق يجوز حذف عامله لدليل قالي أو حالي كقولك للقادم، أو لمن قال: سأقدم عليك خير مقدم أي قدمت، و منعه ابن مالك في عامل المؤكّد، قال: لأنّه إنّما جئ به لتقويته و تقرير معناه، و الحذف مناف لهما، و ردّه ابنه بأنّه قد حذف جوازا في نحو: ما أنت إلا سيرا، و وجوبا في نحو: سيرا سيرا و في سقيا و رعيا، و تعقبه ابن مالك لأنّ ما ذكره ليس من التأكيد في شي‌ء، لأنّ المصدر فيه نائب مناب العامل، و دالّ على ما يدلّ عليه، و هو عوض منه بدليل امتناع الجمع بينهما، و لا شي‌ء من المؤكّدات يمتنع الجمع بينه و بين الموكّد، انتهى.

قال ابن هشام في بعض حواشيه على الخلاصة: و الحقّ أنّ المصدر النائب عن عامله من قسم المصدر المؤكّد

و حذف عامل المؤكّد امتنع‌

و في سواه لدليل متّسع‌

[1]

« يجب حذف عامله» أي المفعول المطلق‌ «سماعا» و لا يقاس عليه، لأنّه لا ضابط له يعرف به، و ذلك في مصادر كثرت في استعمالهم، فخفّفوها بحذف أفعالها، و لم تسمع أفعالها معها مع كثرتها و احتياجهم إليها، فدّل على وجوب حذفها، فنصبها يدلّ على عاملها، و جعل المصدر عوضا منها من حيث إنّه بمعناها، فهي في المعنى معلّلة بالكثرة، إلا أنّه لمّا لم يقدر على ضابط يعرف له ما كثر ممّا لم يكثر احتيج إلى السماع، فلذلك أسند الحذف إليه، نحو: سقيا، أي سقاك اللّه سقيا، و رعيا، أي رعاك اللّه رعيا، و حمدا، أي حمدت حمدا، و شكرا أي شكرت شكرا، و جدعا أي جدعه اللّه جدعا.

قال الرضيّ (ره): إنّ هذه المصادر و أمثالها إن لم يأت بعدها ما يبيّنها، و يعيّن ما تعلّقت به من فاعل أو مفعول إمّا بحرف جرّ أو باضافة المصدر إليه، فليست ممّا يجب حذف فعله، بل يجوز نحو: سقاك اللّه سقيا و رعاك اللّه رعيا، و جدعه اللّه جدعا، و شكرت اللّه شكرا.

و في نهج البلاغة في الخطبة البكالية «نحمده على عظيم إحسانه، و نيّر برهانه و نوامي فضله و امتنانه حمدا يكون لحقه قضاء و لشكره أداء» [2]

و أمّا ما بيّن بالإضافة أو بحرف الجرّ فاعله نحو: كتاب اللّه و صنيعة اللّه، و نحو سحقا له و بعدا، أو مفعوله نحو: ضرب الرقاب، و سبحان اللّه و نحو شكرا له و عجبا منك، و لم يكن من قبيل النوع، نحو: مَكَرُوا مَكْرَهُمْ‌ [إبراهيم/ 46]، وَ سَعى‌ لَها


[1] - هذا الرأي وفق قول ابن مالك بعيد عن الصواب، لأنّه يعتقد أنّ حذف عامل المؤكّد لا يجوز، لأنّه مسوق لتقرير عامله و تقويته، و الحذف مناف لذلك، و يقول:

 

و حذف عامل المؤكّد امتنع‌

و في سواه لدليل متّسع‌

 

(شرح ابن عقيل 1/ 563)

[2] - نهج البلاغة ترجمة دكتر شهيدي الطبعة التاسعة عشر، شركت انتشارات علمي و فرهنگي 1379، رقم الخطبة 182 ص 189.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست