responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 279

كان في معناه وصل إليه، كما وصل إلى ما هو من لفظه، لأنّ الأصل عدم التقدير بلا ضرورة ملجاة إليه.

و الثاني: هو مذهب الجمهور، كما قال ابن عقيل، لأنّ الكثير كون المصدر من اللفظ للفعل، و كونه بغير لفظه قليل، فحمل القليل على الكثير، أو ضربت ضرب الأمير، مثال للمفعول المطلق المبيّن لنوعه، و هو عطف على ضربت ضربا بتقدير، أو ضربت ضرب الأمير ليكون عطف مثال على مثال لا على ضربا فافهم. و الأصل ضربا مثل ضرب الأمير، فحذف الموصوف من الصفة، و مثله ضربته ضربا شديدا، أو ضربته الضرب، أي الضرب المعهود، فلو أردت بالضرب الجنس، كان من قبيل المؤكّد على ما ذكره بعض المتأخّرين، أو ضربت ضربتين مثال للمفعول المطلق المبيّن لعدده، و مثله‌ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً [الحاقة/ 14]، و ضربته ضربات.

و قد ينوب عن المصدر غيره من صفته، نحو: اشتمل الصّماء [1]، أو ضميره نحو: عبد اللّه أظنّه جالسا، بنصب عبد اللّه، أو إشارة إليه كضربته ذلك الضرب، و لا يشترط كونها متبعة بالمصدر، و قول ابن مالك باشتراطه مردود بقول العرب: ظننت ذلك، يشيرون به إلى الظّنّ، أو مرادف له نحو: شنيته بغضا، و أحببته مقة، أو مشارك له في مادّته، و هو ثلاثة: اسم مصدر، نحو: اغتسل غسلا، و اسم عين، نحو: وَ اللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً [نوح/ 17]، و مصدر لفعل آخر، نحو: وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا [المزّمل/ 8]، و الأصل اغتسالا و إنباتا و تبتلا.

أو دالّ على نوع منه كقعد القرفصا، و رجع القهقري، و الأصل قعد القعد القرفصاء، و رجع الرجعة القهقري، أو دالّ على عدده، كضربته عشر ضربات [أو كقوله تعالى‌]: فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً [النور/ 4]، أو على آلته كضربته سوطا و سوطين و أسواطا، و الأصل ضربته ضربة بسوط و ضربتين بسوط و ضربات بسوط، أو كلّ، نحو: فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ‌ [النساء/ 129]، أو بعض، نحو: وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ‌ [الحاقة/ 44]، أو ما الاستفهاميّة، نحو: ما تضرب زيدا، أي أيّ ضرب تضرب زيدا، أو ما الشرطيّة، نحو: ما شي‌ءت فنم، أي أيّ نوم شي‌ءت فنم.

«» المصدر «المؤكّد» لعامله لا يثنّى، و لا يجمع، بل هو «المفرد دائما» باتّفاق، قال الرضيّ: إذ المراد بالتاكيد ما تضمّنه الفعل بلا زيادة عليه، و لم يتضمّن الفعل إلا


[1] - اشتمل الصّماء: هو أن يردّ الكساء من قبل يمينه على يده اليسري و عاتقه الأيسر ثمّ يردّه ثانية من خلفه على يده إليمنى و عاتقه الأيمن فيغطيهما جميعا. لسان العرب 2/ 2241 (صمم).

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست