responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 268

الخبر جملة فعلية غير مبدوّة بمضارع، و حكى الجرجانيّ استعمال مضارع و اسم فاعل من عسى، و حكى قوم استعمال اسم فاعل من كرب، و حكى ابن أفلح منه مضارعا، و أنّه يقال كرب يكرب كنصر ينصر.

كاد إثباتها نفي و نفيها إثبات:

تنبيه: اشتهر القول بين المعربين أنّ كاد إثباتها نفيّ، و نقيها إثبات، فإذا قيل: كاد يفعل، فمعناه أنّه لم يفعله، و إذا قيل لم يكد يفعل فمعناه أنّه فعله، دليل الأوّل: وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ‌ [الإسراء/ 73]، و قوله [من الخفيف‌]:

222- كاد النّفس أن تفيض عليه‌

إذا غدا حشو ريطه و برود [1]

و دليل الثاني: وَ ما كادُوا يَفْعَلُونَ‌ [البقرة/ 71]، و قد جعل المعريّ ذلك لغزا فقال [من الطويل‌]:

223- أنحويّ هذا العصر ما هي لفظة

جرت في لساني جرهم و ثمود

إذا استعملت في صورة الجحد أثبت‌

و إن أثبتت قامت مقام جحود [2]

و الصواب أنّ حكمها حكم سائر الأفعال في أنّ نفيها نفي، و إثباتها إثبات، و بيانه أنّ معناها المقاربة، و لا شكّ أنّ معنى كاد يفعل قارب الفعل، أنّ معنى ما كاد يفعل ما قارب الفعل، فخبرها منفيّ دائما، أمّا إذا كانت منفية فواضح، لأنّه إذا انتفت مقاربة الفعل انتفي عقلا حصول ذلك الفعل، و دليله: إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها [النور/ 40]، و لهذا كان أبلغ من أن يقال لم يرها، لأنّ من لم يرقد يقارب الروية، و أمّا إذا كانت المقاربة مثبتة فلأنّ الاخبار يقرب الشي‌ء يقتضي عرفا عدم حصوله، و إلا لكان الاخبار حينئذ بحصوله لا بمقاربة حصوله، إذ لا يحسن في العرف أن يقال لمن صلّي قارب الصلاة، و إن كان ما صلّي حتى قارب الصلاة، و لا فرق فيما ذكرناه بين كاد و يكاد، فإن أورد على ذلك: وَ ما كادُوا يَفْعَلُونَ‌ [البقرة/ 71]، مع أنّهم قد فعلوا إذ المراد بالفعل الذبح، و قد قال تعالى: فَذَبَحُوها [البقره/ 71].

فالجواب أنّه إخبار عن حالهم في أوّل الأمر، فإنّهم كانوا أوّل بعدا من ذبحها بدليل ما تلي علينا من تعنّتهم و تكرار سؤالهم، و لمّا كثر استعمال مثل هذا في من انتفت عنه مقاربة الفعل أوّلا ثمّ فعله بعد ذلك توهّم أنّ هذا الفعل بعينه هو الدّال على حصول الفعل، و ليس كذلك، و إنّما فهم حصول الفعل من دليل آخر كما فهم في الآية من‌


[1] - البيت لمحمد بن مناذر أحد شعراء البصرة يرثي فيها رجلا اسمه عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي. اللغة:

الريطة: الملاءة إذا كانت قطعة واحدة، و أراد هنا الأكفان الّتي يلف فيها الميت، البرود: جمع برد.

[2] - هما لأبي العلاء المعري و اسمه أحمد بن عبد اللّه التنوخي الشاعر اللغويّ، مات سنة 449 ه. اللغة: جرهم حي من اليمن، و ثمود: قبيلة أخري.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست