responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 259

و تسميتها بما قاله مجاز مرسل من باب تسمية الكلّ باسم جزئه كتسميتهم الكلام بالكلمة، و ربيئة القوم عينا، لأنّها باعتبار معانيها ثلاثة أقسام: ما يدلّ على قرب خبرها، و ما يدلّ على ترجّيه، و ما يدلّ على الشروع فيه كما يعلم من كلامه الآتي، و إنّما خصّوا المقاربة لكونها مرتبة وسطي بين أفعال الرجاء و أفعال الشروع، و الوسط له حظّ في كلا الطرفين، فكان أحقّ بالترجمة منهما كذا قيل.

قال بعض المحقّقين: و الصواب أنّ تسميتها بذلك من باب التغليب، و ذلك لأنّ تسمية الكلّ باسم جزئه عبارة عن إطلاق اسم الجزء على ما تركّب منه و من غيره كتسمية المركّب كلمة، و تسمية الأشياء مجتمعة من غير تركيب باسم بعض منها يسمّى تغليبا كالقمرين و العمرين، إذا تقرّر ذلك ظهر لك أنّ تسمية جميع أفعال الشروع بأفعال المقاربة من التغليب، لا من تسمية الكلّ باسم الجزء فتأمّله، انتهى.

« هي» على ما عدّه ستّة و إلا فهي أكثر من ذلك كما سنذكره إن شاء اللّه تعالى، «كاد و كرب» بفتح الراء و كسرها، و الفتح أفصح، « أوشك» و الثلاثة «لدنوّ الخبر»، أي لقرب ثبوت خبرها لاسمها، « عسى» و إخلوق و حري بفتح الراء و الحاء المهمليتن كذا في الصريح.

قال الرضيّ: و قد يستعمل حري زيد أن يفعل كذا بكسر الراء، و إخلولق عمرو أن يقوم، استعمال عسى بلفظ الماضي فقط، و معناهما صار حريّا، و حريّا أي جديرا و صار خليقا، أصلهما حري بأن يفعل، و إخلوق بأن يقوم، فحذف حرف الجرّ كما هو القياس مع أن و أنّ، و يقال أيضا: و هو حري أن يفعل بفتح الراء و التنوين على أنّه مصدر بمعنى الوصف، فلا يثنّى و لا يجمع و لا يؤنّث، تقول: هنّ حري أن يفعلن، و إذا قلت: هو حريّ على فعيل، أو حر بكسر الراء كعم أن يكون ثنيّت و جمعت و أنّثت، انتهى.

و قال ابن هشام في شرح الشذور: لا أعرف من ذكر حري من النّحويّين غير ابن مالك، و توهّم أبو حيّان أنّه و هم فيها، و أنّما حري بالتنوين اسم لا فعل، و أبو حيّان هو الواهم، بل ذكرها أصحاب كتب الأفعال من اللغويّين كالسرقسطي‌ [1]و ابن طريف‌ [2]،


[1] - لعلّه قاسم بن ثابت السرقسطي، عالم بالحديث و اللغة، و هو أوّل من أدخل كتاب العين إلى الاندلس، له كتاب «الدلائل» في الحديث، مات سنة 302 ه. الأعلام للزركي 6/ 7. أو محمد بن يوسف السرقسطي الأندلسيّ، من الكتاب الأدباء، له كتاب «المسلسل» في اللغة، مات سنة 538 ه. المصدر السابق، 8/ 22.

[2] - عبد الملك بن طريف الأندلسي أبو مروان النحوي اللغويّ، كان حسن التصرّف في اللغة، و له كتاب حسن في الأفعال، مات في حدود الأربعمائة، بغية الوعاة 2/ 111.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست