responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 244

174- بني غدانة ما إن أنتم ذهب‌

و لا صريف و لكن أنتم الخزف‌ [1]

لعدم زيادتها مع ليس المحمولة عليها، فإذا زيدت مع ما تباينا في الاستعمال، و القول بأنّ إن هذه زائدة، و أنّها تبطل العمل هو قول البصريّين. و ذهب الكوفيّون إلى جواز النصب معها، و أنّها نافية مؤكدة، و عليه خرّج رواية ابن السكيت‌ [2]في البيت ذهبا و صريفا بالنصب، قال بعضهم: و عندي أنّ الخلاف في إعمالها ينبغي أن يكون مرتّبا على هذا الخلاف.

لا يجوز الجمع بين حرفين متّفقي المعنى إلا مفصولا بينهما:

قال الرضيّ: و ردّ على الكوفيّين بأنّه لا يجوز الجمع بين حرفين متّفقي المعنى، إلا مفصولا بينهما، كما في إنّ زيدا لقائم، و أمّا الجمع بين اللام و قد في نحو: لقد سمع، مع أنّ في كليهما معنى التحقيق، و في ألا إنّ مع أنّ في ألا معنى التحقيق، فلأنّ‌ «قد» يشوبها معنيان آخران، و هما التقريب و التوقّع، فلم تكن لبحت التحقيق، و كذا في ألا معنى التنبيه أيضا.

و إنّما اختصّت ما بهذا الشرط، لأنّه لا يتأتّي مع لا فلا تزاد معها، قيل: و في كتاب الأزهية للهروي‌ [3]إنّها تزاد معها أيضا، و أنشد عليه [من البسيط]:

175- يا طائر البين لا إن زلت ذا زجل‌

قال أراد لازلت و هو غريب‌ [4]

و يشترط «في لا» خاصة «تنكير معموليها» أي اسمها و خبرها، فلا تعمل في معرفة، لا يقال: لا زيد قائما، قالوا: و ذلك لضعف مشابهتها لليس في خصوص النفي، لأنّ ليس لنفي الحال، و هذه لمطلق النفي، و من ثمّ شذّ عملها، حتى ذهب الأخفش و المبرّد إلى منعه، و خالف ابن جنيّ و ابن الشجرى‌ [5]في هذا الشرط فأجازا إعمالها في المعارف، و أنشدا للنابغة الجعديّ‌ [6] [من الطويل‌]:


[1] - لم يسمّ قائله اللغة: بني غدانة حيّ من يربوع. الصريف: الفضّة الخالصة. الخزف: ما عمل من الطين و شوي بالنار فصارا فخّارا.

[2] - يعقوب بن إسحاق أبو يوسف بن السكيت، كان عالما بنحو الكوفيّين و علم القران و اللغة و الشعر، له تصانيف كثيرة في النحو و معاني الشعر و تفسير دواوين العرب، و هو كان منادم المتوكّل و حينما سأله المتوكل يا يعقوب، من أحبّ إليك؟ ابناي هذان (المعتز و المؤيد) أم الحسن و الحسين؟ قال و اللّه إن قنبرا خادم على خير منك و من ابنيك. فقتل سنة 244 ه. بغية الوعاة 2/ 349.

[3] - الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الهروى، من تصانيفه: الأزهية في النحو، كشف الظنون 1/ 73.

[4] - و هو بلا نسبة. اللغة: البين: الفرقة، الزجل: الصوت.

[5] - هبة اللّه بن علي من أولاد على (ع) المعروف بابن الشجرى، كان أوحد زمانه و فرد أوانه في علم العربية و أشعار العرب، صنّف: الأمالى، كتاب الحماسة، مات سنة 542 ه. بغية الوعاة 2/ 324.

[6] - النابغة الجعديّ: أبو ليلي عبد اللّه بن قيس بن جعدة بن كعب بن ربيعة. مات بأصبهان سنة 80 ه. أشهر شعره رائيته الّتي قالها في مدح الرسول (ص). الجامع في تاريخ الأدب العربي 1/ 416.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست