فيقولون ما الّذي أجاب به؟ و الجواب أنّه تميميّ لإهماله ما، فاستغني
بوقوع الاسمين بعد ما مرفوعين عن أن يصرّح بنسبه و يقول: أنا تميميّ.
رفع المبتدإ و نصب الخبر بلا النافية لغة أهل الحجاز دون غيره:
تنبيهان:الأوّل:قال ابن هشام في شرح اللمحة: رفع المبتدأ و نصب الخبر بلاء النافية
لغة أهل الحجاز على ما نصّ عليه الزمخشريّ و ابن الحاجب و المطرزيّ و غيرهم، و
كثير يظنّ اتّفاق العرب على إعمالها، و يختصّ الخلاف بما و ليس كذلك، و إذا
اختلفوا في القويّ الشبه، فكيف يجمعون على الضعيفة، و إنّما ضعف شبه لا بليس، لأنّ
ليس لنفي الحال، و لا لنفي المستقبل[2]، و قد حقّق هذا أنّهم لا يعملونها
إلا في الشعر، انتهى.
فأمّا ليس فقد عرفت حالها ممّا مرّ، و أمّا ما فقال في المغني: إذا
نفت المضارع تخلّص عند الجمهور للحال، وردّ عليهم ابن مالك بنحو قوله تعالى:قُلْ ما يَكُونُ لِي
أَنْ أُبَدِّلَهُ [يونس/
15]، و أجيب بأنّ شرط كونه للحال انتفاء قرينة خلافه، و أمّا لا فالمنقول عن
سيبويه أنّ المضارع يتخلّص بها للاستقبال و نقله في المغني عن الأكثرين.
قال الدمامينيّ في شرح التسهيل و لم يزل الفضلاء يستشكلون قول سيبويه،
هذا مع قوله: إنّ المضارع المنفي بلا يقع حالا، و قول غيره إنّ الجملة الحالية لا
تصدّر بدليل استقبال. قال المراديّ في الجني: و مذهب الأخفش و المبرّد و ابن مالك
عدم لزوم ذلك، و أنّها قد تكون للحال، انتهى.
شروط إعمال ما و لا المشبّهتين بليس:
الثاني:قضية إطلاق المصنّف أن لا تعمل في الشعر و غيره، و عليه كثير من
النحويين و خصّص بعضهم عملها بالشعر، بل ظاهر عبارة الرضيّ أنّه رأي جميع النحاة،
و ليس كذلك و لكون عمل هذين الحرفين على
[1] - لم يسمّ قائله. اللغة: الواو: بمعنى ربّ،
المهفهف اسم مفعول بمعنى ضامر البطن دقيق الخصر، الأعطاف (ج) العطف، و هو من
الانسان من لدن رأسه إلى وركه.