و حكى يونس: لعلّ أباك منطلقا، و لا يرد ذلك على قضيّة كلام المصنّف
لأنّه قليل، و الجمهور على إنكار ذلك، و تأويل الشواهد: فالقعر في الحديث مصدر
قعرت الشيء، إذا بلغت قعره، و سبعين ظرف، أي أنّ مدّة بلوغ قعرها يكون في سبعين
عاما، و باقي المنصوبات حال و مفعول، أي تلقاهم أسدا، و يحكىان قادمة، و أقبلن
رواجعا، و يوجد منطلقا. قال ابن هشام: و لا يقدّر في هذين تكون و يكون، كما ذهب
إليه الكسائي لعدم تقدّم إن و لو الشرطيتين، و فيه نظر.
عدّ بعضهم من أخوات إنّ عسى:
تنبيه: عدّ بعضهم من أخوات أنّ عسى، لعملها عمل أنّ في لغة، فهي بمعنى
لعلّ، و شرط اسمها حينئذ أن يكون ضميرا، كقوله [من الطويل]:
و هي حينئذ حرف وفاقا للسيرافيّ، و نقله عن سيبويه خلافا للجمهور في
إطلاق القول بفعلىتها، و لابن السّراج في إطلاق القول بحرفيّتها. قاله في الأوضح،
و لا يردّ ذلك على قضية كلام المصنّف لشذوذه أو لذهابه إلى ما ذهب إليه المبرّد و
الفارسيّ من أنّها باقية على إعمالها عمل كاد، و لكن قلب الكلام، فجعل المخبر عنه
خبرا و بالعكس.
فإن قلت قد ردّ قولهما باستلزامه في قوله [من الرجز]: