ص: الثاني: الأحرف المشبّهة بالفعل، و هي: إنّ و أنّ و كأنّ و ليت
و لكنّ و لعلّ، و عملها عكس عمل كان، و لا يتقدّم أحد معموليها عليها مطلقا، و لا
خبرها على اسمها، إلا إذا كان ظرفا أو جارّا و مجرورا، نحو:إِنَّ فِي ذلِكَ
لَعِبْرَةً.*و
تلحقها ما [الزائدة] فتكفّها عن العمل، نحو: إنّما زيد قائم، و المصدر إن حلّ محلّ
إنّ، فتحت همزتها، و إلا كسرت، و إن جاز الأمران، جاز الأمران. نحو:أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ
أَنَّا أَنْزَلْناوقالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ،و أوّل قولي إنّي أحمد
اللّه، و المعطوف على أسماء هذه الحروف منصوب، و يختصّ إنّ و أنّ و لكنّ بجواز
رفعه بشرط مضيّ الخبر.
ش: النّوع «الثاني» من
أنواع النواسخ «الأحرفالمشبّهة بالفعل»،و وجه شبهها به إمّا لفظا، فمن حيث
كونها على ثلاثة أحرف فصاعدا، و ليست على حرفين كهل و بل، و لا حرف واحد كالواو، و
إلى هذا أشار ابن الخشّاب بقوله: ليست مهلهلة النسج و لا سخيفة التإليف. و لبنائها
على الفتح مثله، و إمّا معنى، فلأنّ معانيها معاني الأفعال مثل: أكّدت و شبّهت و
استدركت و تمنّيت و ترجّيت، و تسمّي أيضا بالنواسخ إطلاقا لاسم الأعمّ على الأخصّ.
«هي»ستّة، و عدّها سيبويه خمسة باسقاط «أنّ» المفتوحة، لأنّها فرع المكسورة، و تبعه ابن مالك في التسهيل، و أورد
أنّ قضيّة هذا أن لا تعدّ كأنّ، فإنّ أصل كأنّ زيدا الأسد، إنّ زيدا كالأسد،
فقدّمت الكاف فصار كأنّ، و أجاب بأنّ أصل كأنّ منسوخ لاستغناء الكاف عن متعلّق إنّ
بكسر الهمزة و فتح النون مشدّدة، و أنّ بفتح الهمزة و النون مشدّدة، و بنو تميم
تقول: عنّ و تسمّى عنعنة تميم[2]، و هما لتأكيد الحكم و نفي الشكّ عنه
و الإنكار له، و من ثمّ لا يؤتي بهما إلا عند تردّد السامع في الحكم أو إنكاره، لا
إذا كان خإلى الذهن عن الحكم و التردّد فيه، و يفترقان من حيث إنّ إنّ المكسورة لا
تغيّر مدخولها إذا كان جملة، و أنّ المفتوحة تغيّرها في تأويل المفرد، و لهذا تقع
الجملة المقرونة بها في موضع الفاعل و المفعول و المجرور، فتؤوّل بمفرد.
[1] - أنشد الفرّاء هذا البيت و لم ينسبه إلى قائل،
و لم يعرف العلماء له قائلا. اللغة: السراة: جمع سري و هو العزيز و الشريف. تسامى:
أصله تتسامى، بتاءين، فحذف إحدهما تخفيفا، المسومة: الخيل الّتي جعلت لها علامة
ثمّ تركت في المرعى، العراب: خيل عراب: خلاف البراذين. و إبل عراب: خلاف البخاتي.
[2] - عنعنة تميم: إبدالهم العين من الهمزة، يقولون
«عن» موضع «أن».
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 219