و كلّها لا يستعمل منها اسم مفعول، و أمّا قول سيبويه: و هو مكون
للّه. فيقال:
إنّ ابن جنيّ سأل عنه شيخه أبا على الفارسيّ؟ فقال: ما كلّ داء يعالجه
الطبيب.
معنى التصرّف في الأسماء:
تنبيه. كلّ من التصرّف و عدمه يكون في الأفعال و في الأسماء، و
التصرّف في الأفعال اختلاف أبنية الفعل باختلاف المعاني كضرب، يضرب اضرب، و عدمه
أن يلزم صيغة واحدة منها كليس و دام في هذا الباب، و عسى في أفعال المقاربة، و هب
و تعلم في باب ظنّ، و خلا و عدا و حاشا في باب الاستثناء، و صيغ التعجّب الثلاث، و
منها نعم و بئس و حبّذا، و سيأتي في أبوابها، و منها قلّ النافية، و تبارك، و سقط
في يده، و هدّك من رجل، و ينبغي في الأشهر، و هلّم، على القول بأنّه أمر، و عم
صباحا و أرحب.
و التصرّف في الأسماء أن تستمل بوجوه الإعراب فتكون مبتدأ و فاعلا و
مفعولا و مضافا و مضافا إليه و نحوه، و عدمه أن يقتصر به على بعض ذلك كاقتصارهم في
أيمن على الرفع بالابتداء، و سبحان اللّه على النصب بالمصدريّة، و بعض الظروف على
النصب بالظرفية أو الجرّ بمن كما يأتي في باب الإشارة، إن شاء اللّه تعالى.
جواز حذف نون مضارع كان المجزوم بالسكون:
هاتان «مسألتان»: الأولى: «تختصّكان»دون أخواتها «بجوازحذف نون مضارعها المجزوم بالسكون»تخفيفا لكثرة الاستعمال و شبه النون
بحرف العلّة نحو قوله تعالى:قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَ
لَمْ أَكُ بَغِيًّا [مريم/
20]، أصله أكون، حذفت الضمّة للجازم و الواو لالتقاء الساكنين، ثمّ النون للتخفيف،
و الحذفان الأوّلان واجبان، و الثالث جائز، بخلاف نحو:مَنْ تَكُونُ لَهُ
عاقِبَةُ الدَّارِ [القصص/
37]، و نحو: و تكون لكما الكبرياء،