نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 211
فالمنع مذهب البصريّين و الفرّاء، و أجازه بقيّة الكوفيّين، لأنّ ما
عندهم لا يلزم تصديرها. و خصّ ابن كيسان المنع بغير ما النفي شرط في عمله لأنّ
نفيه إيجاب، فإن كان النفيّ بغير ما جاز التقديم مطلقا خلافا للفرّاء في اطلاقه
المنع مع كل ناف، و يردّه قوله [من الطويل]:
و أمّا توسّطه بين النّافي و المنفيّ فجائز مطلقا، نحو: ما قائما كان
زيد، و ما قائما زال زيد، قاله غير واحد، و حكى الرضيّ الاتّفاق على منعه فيما
النفي فيه شرط في العمل، و ليس كذلك.
و لا يجوز توسّطه بين ما و دام، كما جزم به صاحب الإيضاح و البدر بن
مالك و الرضيّ، بل ظاهر كلام الألفية أنّه مجمع عليه. قال المراديّ: و فيه نظر:
لأنّ المنع معلل إمّا بعدم تصرّفها، و هو لا ينهض مانعا بدليل اختلافهم في ليس مع
اتفاقهم على عدم تصرّفها، أو كون ما موصولا حرفيّا لا يفصل بينه و بين صلته، و فيه
خلاف فقد أجازه كثير إذا لم يكن عاملا.
و اختلف في تقديم خبر ليس، فأجازه قدماء البصريّين، و منعه الكوفيّون
و المبرّد و ابن السرّاج و الجرجانيّ و أكثر المتأخّرين، قال ابن مالك في شرح
الكافيّة: و المنع أحبّ إلى لشبه ليس بما في النفي و عدم التصرّف، و لأنّ عسى لا
يتقدّم خبرها إجماعا لعدم تصرّفها مع الاتّفاق على فعلىتها، فليس أولى بذلك
لمساواتها لها في عدم التصرّف مع الاختلاف في فعليتها، انتهى.
و فرّق ابنه[2]بين عسى و ليس بأنّ عسى متضمّنة
معنى ماله صدر الكلام، و هو لعلّ بخلاف ليس. قال بعض الأئمة: و يمنع هذا الفرق بأن
ليس أيضا متضمّنة معنى ما له صدر الكلام و هو ما النافية، انتهى. و قد يجاب بمنع
تضمّن ليس معنى ما، لأنّ ليس عنده لنفي الحال كما صرّح به، و ما لما هو أعمّ فلم
تتضمّن معناها و النفي و إن لزم صدر الكلام في ما لم يلزمه فيما عداها.
تنبيه:قال المراديّ ينبغي أن يكون الخلاف في غير ليس المستثنى بها فيمتنع
التقديم فيها قولا واحدا، و سبقه في ذلك شيخه أبو حيّان فقال في باب الاستثناء من
الإرتشاف:
[1] - البيت للمعلوط القريعي. اللغة: على السن: أي
على العمر.
[2] - سقط ابنه في «ح»،و هو بدر الدين بن مالك، له من التصانيف: شرح ألفيه، و مات سنة 68
ه. بغية الوعاة 1/ 225.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 211